أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت أمس السبت على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرق السودان، فيما أكد الجيش السوداني الأحد أن قواته في المدينة "متمسكة بمواقعها".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/ نيسان العام الماضي حربًا دامية بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
السيطرة على مدينة سنجة
وقالت قوات الدعم السريع على منصة "إكس": إن قواتها "سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة سنجة بولاية سنار".
وأكد سكان لوكالة فرانس برس أن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.
لكن الجيش السوداني وعلى صفحته على فيسبوك، أكد أن "قواته في سنجة صامدة ومتماسكة وتقاتل العدو بثبات ومعنويات عالية".
وهنأ رئيس هيئة الأركان قوات الفرقة 17 مشاة على "استبسالهم وتصديهم لمحاولات العدو زعزعة الأمن بمدينة سنجة".
ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة؟
وفي هذا الإطار، أوضح المحلل السياسي أحمد خليل، أن منطقة سنار تربط ما بين سنار وشرق السودان، وهي الطريق الوحيد الذي يمكن أن تمر من خلاله إمدادات إلى ولاية النيل الأزرق وولايات دارفور، بالإضافة إلى ولاية النيل الأبيض، وشمال كردفان.
وفي حديث للتلفزيون العربي من كمبالا، شرح خليل أن وجود الدعم السريع في ولاية سنجة، يعني أنه قطع هذا الطريق، وأصبح يسيطر على خط الإمداد من ولاية الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، ثم إلى سنار، مشيرًا إلى أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان لا تستطيع أن توصل الإمدادات إلى المواطنين.
وفيما أشار إلى تنوع تكتيكات الدعم السريع والحربية، حيث بدأ بمدينة الفاشر، ثم تحولت إلى معسكرات الصحراء، وبعد ذلك انتقلت إلى مدينة الفولة، وجبل موية، لفت خليل إلى أن هذه القوات بدأت تربك المخطط العسكري السوداني، فيما الجيش السوداني لا يعرف من أين يأتي الدعم السريع، وفق قوله.
وأوضح أن سيطرة الدعم السريع على سنجة تأتي في سياق تشديد الخناق على بورتسودان من قبل القوات، وحرمان الحكومة السودانية من جزء كبير جدًا من الدخل القومي الذي يعتمد على الصادرات الحيوانية والنباتية بالإضافة إلى أن كل مناطق البترول تقع في هذا الجانب.
وأشار خليل إلى أن الذي يخطط للعمليات العسكرية في الدعم السريع يبدو أنه يعرف كيف يدير هذه المعركة، من الناحية الاقتصادية والعسكرية، في الوقت التي تتحدث فيها وسائل الإعلام التي تتبع للجيش الإسرائيلي عن انتهاء هذه القوات.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.
كما تحاصر قوات الدعم السريع أيضًا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ونقلت الأمم المتحدة عن تقرير الخميس أن قرابة 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".