الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"حارس الثورة السورية".. ثلاثة أعوام على رحيل عبد الباسط الساروت

"حارس الثورة السورية".. ثلاثة أعوام على رحيل عبد الباسط الساروت

شارك القصة

وثائقي على "العربي" عن منشد وحارس الثورة السورية الراحل عبد الباسط الساروت (الصورة: تويتر)
اشتهر الساروت بأغنيته الشعبية "جنة جنة جنة، جنة يا وطنّا"، التي صدح بها مرارًا في كل ساحات الثورة السورية، حتى باتت مقرونة باسمه.

ما تزال ذاكرة البطولة التي أنتجتها الثورة السورية تحتفظ بذكرى رحيل أيقوناتها الذين شكلوا علامة فارقة في مسيرة مناهضة النظام السوري حتى الرمق الأخير، وبالطبع كان عبد الباسط الساروت أحد أعلامها.

واحتفى السوريون المناهضون لنظام الأسد، بالذكرى السنوية الثالثة لرحيل الساروت، والذي يعد منشد الثورة والملقب بحارسها.

كان الساروت قائدًا لاحتجاجات المتظاهرين في ساحات الحرية منذ تفجرها في مارس/ آذار 2011، قبل أن يقرر عام 2018، الانخراط في فصيل "جيش العزة" المعارض، ويقتل في 8 يونيو/ حزيران 2019 متأثرًا بإصابة تعرض لها في معارك ضد قوات النظام السوري بريف حماة.

اشتهر الساروت بأغنيته الشعبية "جنة جنة جنة، جنة يا وطنّا"، التي صدح بها مرارًا في كل ساحات الثورة السورية، حتى باتت مقرونة باسمه.

المطلوب رقم واحد

وُلد عبد الباسط الساروت في يناير/ كانون الثاني من عام 1992، في حي البياضة بحمص التي أُبعد عنها، فاتجه نحو إدلب.

قبل اندلاع الثورة كان الساروت حارسًا لنادي الكرامة ومنتخب سوريا للشباب لكرة القدم، وقد فاز بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.

انخرط الساروت مبكرًا في ركب الثورة وأصبح منشدها، بأناشيده الحماسية التي تلهب حماس المتظاهرين المنادين بإسقاط النظام السوري، كـ "جنة جنة.. جنة يا وطنا"، وأخرى ارتجالية منه، قبل أن يحظى بلقب "حارس الثورة" لإخلاصه في الثبات على مناهضة النظام السوري حتى رحيله مقارعًا إياه في ساحات المعركة.

وأسس الساروت في بداياته الأولى كتيبة "شهداء البياضة"، وخاض معارك ضد النظام السوري، قبل أن يخرج نهاية عام 2014 مع مقاتلي المعارضة من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، بموجب اتفاق فك الحصار الذي وقع بين المقاتلين والنظام السوري.

تعرض قائد تظاهرات حمص لهجوم من قبل فصائل مسلحة متهمة إياه بمبايعة تنظيم "الدولة" عام 2015، لكنه نفى الأمر، واعتقلته هيئة تحرير الشام مدة شهر عام 2017.

وقال حسين الساروت شقيق عبد الباسط لـ "العربي"، إن أول هتاف له كان "اضرب اضرب يا قناص هاي الرقبة وهاي الراس".

قائد التظاهرات

وكان الساروت يتمتع بقدرة على الاختفاء والظهور وسط مظاهرات مدينة حمص في بداياتها حينما كانت قبضة الأجهزة الأمنية شديدة وتحاول أن تمسك بمشعلي شرارة الثورة.

وكانت أول أنشودة للساروت في مسار الثورة هي "يا وطنا ياغالي يا ربعي ردوا عليّ.. هبت من درعا ثورة بتنادي بالحرية"، وهي أول أنشودة حتى بالثورة، حسبما أكد أيمن المصري كاتب الأناشيد للساروت.

الساروت كان يتخذ من الغناء تضميدًا لجراح الثورة وشحذًا لهمم من حوله، حسبما يؤكد من صاحبوه في حمص قبل التهجير إلى إدلب.

وكان الساروت هو المطلوب رقم واحد لأجهزة مخابرات الأسد في محافظة حمص، بعدما صعد على أكتاف المتظاهرين وأصبح رمزًا للثورة.

وقال الساروت عن نفسه: "النظام السوري رصد مبلغ مليوني ليرة سورية آنذاك لمن يمسك بي، واتهموني بأني صاحب إمارة إسلامية.. بينما أنا أطالب بالحرية فقط".

لقد شكل عبد الباسط الساروت مع الفنانة السورية الراحلة فدى سليمان ثنائيًا مميزًا على رأس حراك مدينة حمص في رد واضح على سرديات النظام السوري حول "طائفية الثورة".

قرّر عبد الباسط كسر الحصار المفروض على أهالي حمص وحاجتهم للطعام، عبر معركة عرفت بـ "معركة المطاحن" عام 2013، لجلب الطحين.

فقام وقتها الساروت والمقاتلون بحفر نفق إلى أحد المطاحن، إلا أن النظام السوري كان قد نصب كمينًا للإيقاع بهم، وبالفعل نسف المكان؛ ما أدى لمقتل 60 شخصًا، من ضمنهم أشقاء عبد الباسط (عبدالله - أحمد)، الأمر الذي ولدّ إحباطًا لـ الساروت، وانهارت إرادة المقاتلين بالصمود ما اضطرهم للقبول باتفاق يقضي بتهجيرهم من المدينة.

يذكر أن للساروت سبعة إخوة، قتل منهم خلال الثورة السورية على يد النظام السوري خمسة وهم (وليد - محمد - عبد الله - أحمد - بسام)، إضافة إلى مقتل والده برصاص قوات النظام وهو يقود سيارته.

تابع القراءة
المصادر:
العربي