السبت 16 نوفمبر / November 2024

من الحكم الملكي إلى حزب البعث.. هكذا عاش العراق تاريخًا من الانقلابات

من الحكم الملكي إلى حزب البعث.. هكذا عاش العراق تاريخًا من الانقلابات

شارك القصة

مقابلة مع رئيس أركان الجيش العراقي في عهد صدام حسين الفريق أول الركن نزار الخزرجي ضمن برنامج "وفي رواية أخرى"
من مرحلة الحكم الملكي، وصولًا لسلسلة من الانقلابات العسكرية، يتحدث رئيس أركان الجيش العراقي السابق الفريق أول الركن نزار الخزرجي عن مراحل عدة مرّ فيها العراق.

عاش العراق منذ منتصف القرن الماضي سلسلة من الانقلابات العسكرية التي بدأت عند الإطاحة بالحكم الملكي عام 1958، وصولًا إلى الانقلاب الذي قاده الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

هذه المراحل التي عاشها العراق، يرويها رئيس أركان الجيش العراقي السابق الفريق أول الركن نزار الخزرجي، ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" على شاشة "العربي"، والذي يقدّمه بدر الدين الصائغ.

كما كان للخزرجي دور قيادي ومحوري في واحدة من أخطر الحروب في التاريخ الحديث بين العراق وإيران، والتي زلزلت الشرق الأوسط ووصل تأثيرها إلى حد تغيير التوازن العسكري والسياسي شرقًا وغربًا.

وخاض الخزرجي هذه الحرب وهو يترأس جيشًا قوامه أكثر من مليون جندي، وكان له أدوار في أكثر من مرحلة من تاريخ العراق. هذا البعثي القديم، عاش في قلب مختلف الأحداث الأساسية في العراق.

نشأة في منزل عسكري

نشأ المسؤول العراقي السابق، في منزل عسكري، وتأثر منذ صغره بوالده، الذي كان يترأس أحد أفواج الجيش العراقي في منطقة الديوانية.

يروي الخزرجي زياراته للثكنات العسكرية وحبّه منذ الصغر للعمل العسكري. ويشير إلى أن والده واجه الاحتلال الإنكليزي عام 1941، قبل سجنه ومن ثم نفيه.

ويقول لـ"العربي": في ذلك العام، وقعت مواجهة غير متكافئة بين الجيشين العراقي والبريطاني، لأن الاتفاقية بين الطرفين، كانت تنص على أنه لا يجب أن تمر إلا فرقة عسكرية إنكليزية واحدة من العراق، للالتحاق بالجيوش المواجهة للألمان في الحرب العالمية الثانية".

ويضيف: "لكن البريطانيين خرقوا ذلك الاتفاق، وعندما رفض الجيش العراقي ذلك، وقع الصدام، فبدأ الإنكليز بتنفيذ غارات كثيفة وحوصر الجيش العراقي، فأسر والدي قبل أن يتم نفيه إلى سوريا ومن ثم مصر".

ويشير الخزرجي إلى أنه بسبب الحرب العالمية الثانية وبعد حادثة عام 1941، ولد في داخله حب للإستراتيجيات القتالية الألمانية، "خصوصًا وأنني كنت أقرأ كل الكتب العسكرية الموجودة في مكتبة والدي".

التأثر بالمبادئ البعثية

دخل العسكري العراقي إلى الكلية العسكرية وتخرج منها عام 1958، حيث تلقى علومه العسكرية، لتبدأ رحلة تحوله من إنسان مدني إلى إنسان عسكري.

ويقول: "نشأنا في بيت يؤمن بالعروبة والوحدة العربية، لذا انجذبت إلى الأفكار البعثية عندما تعرفت عليها عام 1953، وفي الكلية العسكرية، زاملت العديد من البعثيين، فوجدت هذه المبادئ قريبة من أفكاري".

ويضيف: "حزب البعث يبلور الحالة العروبية، ورأينا حينها أن هذا الحزب يمكن أن يكون مستقبل الأمة".

ويتطرق الخزرجي إلى موضوع انقلاب عام 1958 على الملكية، ويشير إلى أنه رغم انتمائه إلى حزب البعث "المعروف بنزعته الانقلابية على الواقع"، إلا أنه لم يكن يحمل أي مشاعر عدائية ضد الحكم الملكي.

وإذ يشرح طريقة معرفته بحصول الانقلاب أثناء تواجده مع والده، يشير إلى أنه لم يكن يؤيد المجازر الدموية التي حصلت بالعائلة الملكية.

ويوضح أنه "مباشرة بعد حصول الانقلاب، انقسم الشعب العراقي بين قسم يدعو إلى وحدة عربية، وقسم آخر يدعو إلى صداقة سوفياتية، وبدأ الصدام بين اليساريين والقوميين".

انقلاب عبد الكريم قاسم

بعد وصول عبد الكريم قاسم إلى الحكم، انتقل الخزرجي للتطوع في فرقة المظليين. لكن بعد فترة من حصول الانقلاب، حاول شاب لم يكن أحد يعرف اسمه، أن ينقلب على قاسم. إنه صدام حسين "التكريتي"، الذي نجح بالهروب خارج العراق إلى مصر حينها.

ويروي الخزرجي أنه أثناء تواجده في بغداد، سمع بمحاولة اغتيال قاسم، الذي أصيب حينها، قبل أن يتبيّن أن منفذ العملية يُدعى صدام حسين.

ويقول: في ذلك اليوم، كانت المرة الأولى التي أسمع بها بهذا الاسم، ونُشرت حينها صورته، علمًا أنه عندما أصيب هرب إلى تكريت للمعالجة، قبل أن يتوجه إلى سوريا ومن ثم مصر.

ويشير إلى أن صدام حسين أثناء تواجده في مصر، تسلّم تنظيم حزب البعث، وبقي هناك حتى عام 1963. ويضيف: "عند عودته إلى العراق حاول إعادة تشكيل حزب البعث وعمل مع القيادة القومية، وضرب العناصر المنشقة، ما جعله بارزًا في حزب البعث وأدى لتسلمه مراكز قيادية".

نزعة صدام حسين العنيفة

اشتهر صدام حسين منذ صغره بميله نحو العنف. ويؤكد الخزرجي أن حزب البعث كان يعتمد نظام الديمقراطية المركزية قبل صدام حسين، أي أن النقاش حول فكرة معينة كان مسموحًا، قبل اتخاذ قرار مركزي يُلزم الجميع بتنفيذه.

لكنه يشير إلى أنه عند وصول صدام حسين إلى قيادة الحزب، لم يعد هذا ممكنًا بعد هيمنته على كل مفاصل الحزب.

ويقول: "كان صدام حسين منذ طفولته يحاول أن يتزعم من هم بعمره، وكان يضرب كل من يخالفه الرأي، وكان يؤمن بأن القيادة تحتاج إلى العنف".

ويضيف: "عندما كان تلميذًا في الابتدائية، حاول صدام حسين قتل أستاذ اللغة الإنكليزية لأنه رسب في تلك المادة، لكنه لم يصبه. كما أنه قتل، عندما كان صغيرًا، أحد الأشخاص بناءً على تعليمات خاله خير الله الطفاح".

وصول حزب البعث إلى السلطة

في 9 فبراير/ شباط 1963، حصل انقلاب جديد على الحكم في العراق، وقرر حزب البعث إيصال عبد السلام عارف إلى الحكم، قبل أن ينقلب على البعثيين ويلاحقهم.

ويشير الخزرجي إلى أنه عند وصول عارف إلى الحكم، وهو لم يكن بعثيًا، أطلق حزب البعث ميليشيا تدعى "الحرس القومي"، وقامت بالتنكيل بالعسكريين في الشارع.

حينها، قرر عارف، بحسب الخزرجي، مواجهة البعثيين، وانقلب على الحزب في ما يُعرف بـ"ردة تشرين".

فبدأ العسكري العراقي السابق عندها بالعمل وفق توجهات حزب البعث سرًا، "وبدأت أنشر العناصر البعثية المتواجدة داخل الجيش على الفرق المختلفة ليكون لدى الحزب تواجد في كل ماكن".

وبقي الوضع على حاله حتى عام 1968، حينما حصل انقلاب جديد قاده حزب البعث بالتوافق مع الاستخبارات العسكرية والحرس الجمهوري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close