في مشهد يكفي لمحاكمة إسرائيل بتهمة جريمة الحرب، ارتكبت وحدات القناصة في جيش الاحتلال جريمة إعدام مروعة من خلال قتلها الشقيقين ناهض ورامز بربخ، في وقت كانا يستعدان للنزوح القسري عن منزلهما في حي الأمل غرب خانيونس في غزة.
وكان ناهض (13 عامًا) قد خرج إلى شارع الأمل، حاملًا العلم الأبيض لتأمين الطريق بهدف إجلاء العائلة، لكن القناص كان بانتظاره هناك ليرديه شهيدًا. وحين هرع شقيقه رامز (20 عامًا) لنجدته، أرداه القناص الإسرائيلي برصاصة أخرى.
جيش الاحتلال يعدم الشقيقين بربخ
وأثارت هذه الحادثة حالة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ندد الناشطون بإعدام جيش الاحتلال الشقيقين بربخ رغم أنهما رفعا العلم الأبيض.
وقال أحمد مأمون: "الأخوان رامز وناهض بربخ أثناء محاولاتهما إنقاذ بعضهما من قناصة الاحتلال في شارع المشروع في حي الأمل، هذان الشابان من جيراني وهذا المشهد لا يبعد عن منزلي أكثر من مئة متر".
وأضاف: "الدبابات تجوب شوارع الحي ومدفعيتها تضرب كل منزل في وجهها، ولا أخبار من المنطقة ولا نعرف أي المنازل دمرت".
بدوره كتب حساب يدعى "جفرا الحب والثورة": "مشهد حقيقي وغير سينمائي لأخوين، أحدهما حاول إنقاذ الآخر فارتقيا شهيدين".
من جهته، علّق عيسى أبو غوش بالقول: "هذه ليست رواية ولا صورة تعبيرية هذه حقيقية اليوم من غزة".
وأضاف: "أثناء عملية النزوح واعتقادهم بأن ماكنة البطش الظالم الأمريصهيونية ستسمح لهم بالمرور، يخطف الفاجر الفتى، فترى الفتى يتلو الفتى ليفديه، أراد سحب شقيقه فقنصوه".
ولا تعد صورة الشهيدين بربخ المشهد الأول أو الوحيد الذي يستهدف فيه الاحتلال فلسطينيًا يحمل راية بيضاء.
فمشهد اليوم هو صورة مكررة عن مشهد آخر، عندما خرج رمزي أبو سحلول في خانيونس فأعدمته قوات الاحتلال، أمام كاميرات الصحافة بعد إجرائه مقابلة تلفزيونية خلال محاولته الوصول إلى والدته والعشرات من أقاربه المحاصرين في مركز للإيواء بمنطقة المواصي غرب خانيونس.