في خيمة أُقيمت عند مدخل مخيم الأمعري في البيرة قرب رام الله، أعلنت عائلة الأسير الفلسطيني الشهيد ناصر أبو حميد والفعاليات الوطنية الشروع في اعتصام مفتوح، للمطالبة بتسليم جثمانه وسائر شهداء الحركة الأسيرة المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.
وكانت عائلة الشهيد أبو حميد قد قرّرت عدم فتح بيت عزاء إلى حين الإفراج عن جثمان نجلها، الذي أفادت هيئة شؤون الأسرى فجر اليوم الثلاثاء بأنه استشهد في مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي.
وقد اتهمت الهيئة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ"قتل" أبو حميد (50 عامًا) عبر "سياسة القتل الطبي المتعمد، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى".
ناصر أبو حميد ليس الأول ولن يكون الأخير.. جثامين 11 شهيداً من شهداء الحركة الأسيرة يحتجزهم الاحتلال pic.twitter.com/nllxdo9tVn
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 20, 2022
وأبو حميد قضى 30 عامًا في سجون الاحتلال في ظروف صحية صعبة؛ تفاقمت أكثر مع إصابته خلال العام الماضي بسرطان في الرئة.
وبعد أن تدهورت حالته سُمح لعائلته ليلة الإثنين بزيارته في المستشفى، بعدما كانوا ممنوعين من ذلك.
عن تلك الزيارة قالت لطيفة والدة أبو حميد: ودعناه وقرأنا آيات من القرآن الكريم. وفيما لفتت إلى أنهم كانوا يحادثونه، أوضحت أنه لم يكن واعيًا وكان في حالة احتضار.
وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال المجرم كانت كلها عند ناصر؛ كانوا خائفين منه وهو يحتضر". وأكدت في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين"، رفض إقامة عزاء للشهيد حتى دفنه في أرض الوطن الذي ضحى وناضل من أجله.
إضراب عام وتظاهرات
وتنديدًا بـ"اغتيال" الأسير أبو حميد، عمّ إضراب عام مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ونُظمت تظاهرات.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدن رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم، فيما عاد طلاب المدارس أدراجهم في العديد من القرى والبلدات.
تغطية صحفية: "وقفة في نابلس تنديدًا باستشهاد الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال". pic.twitter.com/EECNnfZnIt
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 20, 2022
ورفع المشاركون في المسيرات التي جابت الشوارع علم فلسطين، وشعارات منددة بسياسة القتل البطيء، وأخرى تحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة كل الأسرى، وتطالب العالم بالتدخل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والإفراج عن جميع الأسرى.
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، محملين الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استشهاده.
كما نعته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية. ووصف رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية استشهاد أبو حميد بعد فترة طويلة من المعاناة من مرض السرطان بأنه "جريمة جديدة ضد شعبنا والإنسانية جمعاء، ولن تمر دون عقاب".
وأكد في بيان، أن "المقاومة لن تتوانى عن السير في كل الدروب من أجل تحرير كل الأسرى الأبطال، وتحرير كل شبر من فلسطين".
وكان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد قد اعتقل أول مرة وهو قاصر في الانتفاضة الأولى عام 1987.
حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1990 قبل أن يفرج عنه بعد 4 سنوات، ضمن الإفراجات التي تمت مع بداية اتفاقية أوسلو.
أُعيد اعتقاله بعد ذلك، وبقي في السجن حتى عام 1999. وفيما كان أبرز وجوه الانتفاضة الثانية، اعتقله الاحتلال مرة أخرى عام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات.
وأبو حميد هو واحد من 5 أشقاء أسرى محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى شقيق سادس استشهد برصاص الاحتلال في عام 1994.
ومع استشهاد ناصر، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيدًا أسيرًا منذ النكسة.