انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، تصريحات مسؤولين أميركيين من "البنتاغون" - دون أن يسميهم - بشأن توجيه "ضربة قطع الرأس" إلى الكرملين.
واعتبر لافروف في مقابلة مطولة مع وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أن التصريحات الأميركية تمثل تهديدًا مباشرًا بتصفية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جسديًا.
وحذّر الوزير الروسي واشنطن من أن هذه الأفكار ستكون لها عواقب "وخيمة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ عتبة الوصول إلى المواجهة النووية بين القوى الكبرى باتت حقيقة لا يمكن إنكارها.
وجاء ذلك بعدما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستخدام السلاح النووي بتوجيه ضربة نووية وقائية لروسيا، وفق مراسل "العربي" في موسكو.
كما ذكّر بتصريحات رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس التي أبدت استعدادها لإصدار أوامر بتوجيه ضربة نووية.
"ضبط النفس"
وفي المقابلة ذاتها مع وكالة "تاس"، دعا وزير الخارجية الروسي الغرب إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بالمجال النووي "الشديد الحساسية".
وأضاف: "روسيا لن تقترح أي مبادرات جديدة بشأن الأسلحة الإستراتيجية أو الضمانات الأمنية"، بحسب ما نقلت "رويترز".
وكانت العلاقات الأميركية الروسية قد تدهورت لأدنى مستوياتها بعد بدء الحرب في أوكرانيا، وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية على موسكو.
وقدمت الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لأوكرانيا كان أحدثها حزمة مساعدات بقيمة 1.85 مليار دولار أُعلنت الأسبوع الماضي، وهو ما زاد موسكو غضبًا.
"الكرة في ملعب كييف وواشنطن"
كما حذّر لافروف من عدم تلبية أوكرانيا للمطلب الروسي بـ"نزع السلاح" والاستسلام بإزالة أيّ تهديد عسكري لروسيا، مؤكدًا أن جيش بلاده "سيتولى زمام الأمور ويحل المشكلة"، إن لم تقم أوكرانيا بالتخلي عن سلاحها.
واتهم الغرب بتأجيج الحرب في أوكرانيا لإضعاف روسيا، واعتبر أن إنهاء النزاع "يعتمد على أوكرانيا والولايات المتحدة".
وأضاف: "الكرة الآن في ملعب كييف وواشنطن فيما يتعلق بمدة النزاع، ويمكنهما وقف المقاومة التي لا معنى لها في أي لحظة".
وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم من تصريح نظيره الأوكراني دميترو كوليبا لوكالة "أسوشيتد برس" أن حكومته، تريد عقد قمة لإنهاء الحرب في فبراير/ شباط المقبل، لكن دون مشاركة روسيا.
وقال كوليبا إن أوكرانيا تريد قمة "سلام" في غضون شهرين، على أن يتولى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دور الوسيط.
وشدد على أن بلاده لن تجري محادثات مباشرة مع روسيا "إلا بعد محاكمتها على جرائم الحرب" التي ترتكبها في أوكرانيا.