الجمعة 13 Sep / September 2024

حراك دبلوماسي لخفض التصعيد.. ما دلالات التحشيد العسكري الأميركي؟

حراك دبلوماسي لخفض التصعيد.. ما دلالات التحشيد العسكري الأميركي؟

شارك القصة

حراك دبلوماسي لخفض التصعيد في المنطقة وإيران تتوعد برد قوي على اغتيال هنية
حراك دبلوماسي لخفض التصعيد في المنطقة وإيران تتوعد برد قوي على اغتيال هنية - غيتي
تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكًا دبلوماسيًا في عواصم مختلفة لخفض التصعيد ومنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

تشهد المنطقة حراكًا دبلوماسيًا دوليًا وإقليميًا لخفض التصعيد، مع توعد إيران برد قوي على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وتحرك الولايات المتحدة بقواتٍ إضافية باتجاه الشرق الأوسط تقول إنها لأسباب دفاعية.

بدورها، تؤكد إسرائيل جهوزيتها وقدرتها على توجيه ضربات استباقية في حال تصاعد التوتر، وأنه لا يوجد تغيير حتى اللحظة على تعليمات الجبهة الداخلية.

"ظرف حساس للغاية"

في التفاصيل، يشهد العالم حراكًا دبلوماسيًا في عواصم مختلفة لخفض التصعيد ومنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

فإلى طهران توجه وزير الخارجية الأردني لنقل رسائل وإجراء مباحثات موسعة تتصل بالمشهد والتطورات الأخيرة وفق البيان الرسمي الأردني.

فيما أكدت طهران أنها تلقت اتصالات من القاهرة وعمان لنقاش الأوضاع التي تمر بظرف حساس للغاية، مع تأكيدات وزير الخارجية الإيراني وأطراف رسمية أخرى في طهران على جدية إيران في جعل إسرائيل تتحمل مسؤولية أفعالها.

أمام هذا، تنقل منصات أميركية عن مسؤولين في واشنطن أن الولايات المتحدة تحاول الاستعداد لأي سيناريو في الشرق الأوسط.

وخفض التوتر لا يعني ضخ مزيد من القوات الأميركية، فقد حرَّكت واشنطن حاملة طائرات جديدة إلى الشرق الأوسط لأسباب دفاعية بحتة، وفق نائب مستشار الأمن القومي، الذي أكد أنَّ هذا الإجراء يأتي بشكل منظَّم ومحكم بهدف خفض التوتر.

أصداء هذا المشهد تنعكس في تل أبيب عبر تصريحات يرددها نتنياهو ومسؤولون عسكريون فحواها أنه إذا تجرَّأت إيران على الهجوم فستدفع الثمن باهظًا، مع التأكيد على الجهوزية التامة في البر والجو والاستعداد للانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم، كما قال وزير الأمن الإسرائيلي.

وعلى صعيد الجبهة الداخلية يردد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه لا يوجد تغيير حتى اللحظة على تعليمات الجبهة الداخلية، مع تأكيد القدرة على توجيه ضربة استباقية في لبنان إذا تطورت الأوضاع.

هذا ويستحضر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أحدث خطاب له قائدًا صهيونيًا، يردد أقاويل تاريخية، ويرسم معالم طريق ينذر بحرب طويلة ومستمرة.

خلفيات التحشيد العسكري الأميركي

متابعةً لهذه التطورات، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن دفع الولايات المتحدة بأسلحة جديدة إلى المنطقة يهدف بالطبع إلى الدفاع عن إسرائيل، وأن هذا التحشيد العسكري غير المسبوق يذكر بما قامت به واشنطن عندما هاجمت إيران إسرائيل في نيسان/ أبريل.

أما الفارق بين ما حدث في أبريل وما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة وفقًا لشلحت، فهو أن طهران أرسلت حينها رسائل توضح فيها ما هي الضربة التي تعتزم القيام بها في الجبهة الإسرائيلية الداخلية، بينما الآن هناك تعتيم كامل على جوهر الضربة المرتقبة.

ولذلك، تأتي اليوم الولايات المتحدة لكي تدافع عن إسرائيل بعدما تدخلت إلى جانب دول غربية أخرى لأول مرة في أبريل الفائت، وفقًا للخبير في الشأن الإسرائيلي الذي يؤكد أن الضربة الإيرانية آتية لا محالة.

ويضيف في حديث مع التلفزيون العربي من عكا، أن هناك ترقبًا إسرائيليًا للضربة الإيرانية تحديدًا ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، "أكثر ربما من الترقب للضربة المتوقعة من حزب الله ردًا على اغتيال فؤاد شكر".

إسرائيل تحاول توريط أميركا

بدوره، يوافق حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر على أن أميركا تعتزم الدفاع عن إسرائيل وتهدف إلى ردع إيران، ومن ناحية أخرى تريد بالفعل منع إمكانية اندلاع حرب واسعة.

ويذكر البراري أنه بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول دفعت الولايات المتحدة الأميركية بكل قوتها من أجل رفع الكلفة على أي طرف يريد أن يوسع الحرب، مشيرًا أيضًا إلى أنها حاولت ضبط إسرائيل إلا أن قدرتها على التأثير عليها أحيانًا قد لا تكون بالحد الذي تريده الإدارة الأميركية، على حد تعبيره.

ويردف البراري في حديث للتلفزيون العربي من عمان: "إسرائيل تحاول توريط أميركا في معركة إقليمية، لأنها لا تستطيع أن تخوض المعركة مع إيران لمدة طويلة وتنتصر فيها وتحقق كل أهدافها التي منها تدمير البرنامج النووي، وتقليم أظافر إيران في المنطقة دون أن تفتح أبواب جهنم في هذا الإقليم".

ومن هنا، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر أن أميركا تريد من ناحية دعم صمود الاحتلال الإسرائيلي وعدم انكساره في هذه المواجهة ومن ناحية أخرى خفض التوتر في المنطقة، ويقول أن الهدفين غير متناقضين.

احتمالات التدخل الأميركي

ومن مونتانا في الولايات المتحدة، يقول مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق مايك ميلوري إن إرسال واشنطن قطعًا عسكرية على نحو غير مسبوق منذ بداية الحرب على غزة، تحاول من خلاله القيام بأمرين وهما ردع أي عدوان نشط من قبل إيران وتجهيز نفسها للدفاع عن إسرائيل.

ويضيف ميلوري في مداخلته مع التلفزيون العربي، أنه من الواضح للجميع أن أميركا تريد خفض التصعيد وتريد أيضًا الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وقد دفعت بذلك على مدى الأشهر الماضية.

في المقابل، يلفت ميلوري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما لا يريد وقف إطلاق النار في حين أن هناك ضغوطًا تُمارس عليه، وأن الولايات المتحدة لديها سياسة ومخرجات مختلفة عن نتنياهو.

ويتابع: "في نهاية المطاف ستدافع أميركا إذا ما حصل شيء لإسرائيل. وسوف نرى ما يمكن أن تقوم به إيران وشركاؤها ويمكن أن تتصدى له الولايات المتحدة. ربما سنرى ردًا مشابهًا لما حصل في أبريل. وإذا كان الهجوم أكبر وتسبب بالكثير من الضرر في إسرائيل فقد نشهد تصعيدًا وإلا سنعود لما كان عليه الوضع في أبريل".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close