أكدت طهران، اليوم الأحد، أن إسرائيل "تجاوزت الخط الأحمر الكبير" لإيران باغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، وذلك على لسان وزير الخراجية الإيراني بالإنابة علي باقري، الذي شدد على أن رد بلاده على هذه الجريمة "قطعي".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" تصريحات باقري، التي جاءت خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، مساء السبت، حيث لفت الوزير الإيراني إلى انتهاك إسرائيل "الخط الأحمر الكبير لإيران" باغتيال هنية الذي كان يحل ضيفًا على بلاده. وأشار إلى "الجرائم الصهيونية" بحق اليمن ولبنان وإيران، بحسب الوكالة نفسها.
وقال باقري إن "هذا العمل سيؤدي إلى نتيجتين، أولًا، رد إيران القاطع على هذه الجريمة، وثانيًا، تأثير أفعال (الصهاينة الشريرة) في زعزعة الاستقرار والأمن وتصعيد الأزمة في المنطقة، حيث يتوجب على الدول الإسلامية والمنطقة أن لا تلتزم الصمت تجاه ذلك".
واقترح الوزير الإيراني عقد اجتماع استثنائي للدول الإسلامية، داعيًا باكستان إلى دعم هذه المبادرة واستخدام إمكانياتها لمنع استمرار "الأنشطة الإجرامية" للإسرائيليين.
من جانبه، أعرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني عن تعاطفه العميق ومواساته باستشهاد هنية، مرحبًا بعقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد محمد إسحاق دار، على "ضرورة يقظة الأمة الإسلامية ضد جرائم الكيان الصهيوني"، معتبرًا اغتيال هنية في طهران "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والسيادة الإيرانية".
الصفدي في طهران ومشاورات أمنية لنتنياهو
يأتي ذلك وسط مخاوف عالمية من توسع رقعة الحرب في المنطقة، وترقب دولي لرد إيران وحليفها "حزب الله" اللبناني على إسرائيل بعد اغتيال هنية في طهران فجر الأربعاء، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي البارز بـ"حزب الله" فؤاد شكر في بيروت مساء الثلاثاء.
وإزاء تلك التطورات ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سيتوجه إلى إيران اليوم، في زيارة نادرة لبحث التطورات بالشرق الأوسط مع نظيره الإيراني.
على الصعيد الإسرائيلي، أفادت القناة 13 بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مشاورات أمنية اليوم بشأن الرد المحتمل من حزب الله وإيران على اغتيال شكر وهنية.
وشنّت إيران هجومًا واسع النطاق بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل خلال أبريل/ نيسان الماضي. وقد تصدت أنظمة الدفاع لعشرات الصواريخ ودوت انفجارات في سماء عدد من المواقع من شمال إسرائيل حتى جنوبها.
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حينها خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن من أن أي تصعيد إسرائيلي "سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة"، مشددًا على أن بلاده "لن تكون ساحة لحرب إقليمية".
وشدد ملك الأردن على أن "وقف الحرب على غزة فورًا هو السبيل لوقف التصعيد وحماية المنطقة من تبعاته".
