الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حرب أوكرانيا والنووي الروسي.. ماذا يقول وزيرا خارجية ودفاع إستونيا لـ"العربي"؟

حرب أوكرانيا والنووي الروسي.. ماذا يقول وزيرا خارجية ودفاع إستونيا لـ"العربي"؟

شارك القصة

لقاء خاص لـ"العربي" مع وزير خارجية إستونيا (الصورة: غيتي)
كشفت تصريحات مسؤولين في حكومة إستوانيا لـ"العربي"، أن الاتحاد الأوروبي ماضٍ بحزم بدعم أوكرانيا عسكريًا وفي سبيل التخلي عن مصادر الطاقة الروسية.

أكد وزير خارجية إستونيا أورماس رينسالو، أن هناك تنسيقًا كبيرًا بين قادة أوروبا من أجل التوافق على ضبط أسعار الغاز وتخفيض استهلاك الطاقة، إلى جانب دعم أوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وعقب القمة الأوروبية في بروكسل، قال رينسالو في حديث إلى "العربي"، إن الاتحاد الأوروبي يدرس وسيلة مشتركة لتوريد الغاز بهدف الحفاظ على الاحتياط الأوروبي، كما تم الاتفاق مبدئيًا على "وضع حد لأسعار الغاز في القارة"، على أن تُبحث التفاصيل الخاصة بهذه الأسعار الأسبوع القادم خلال اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين.

وفشل زعماء الاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق على وضع سقف لأسعار الغاز الطبيعي بعد نقاش مطول اليوم الجمعة في بروكسل، حيث قرروا في ختام المناقشات إجراء دراسات لتحديد التبعات الممكنة لوضع سقف سعري للغاز، الذي يهدف لمعاقبة روسيا وتقليل إيراداتها المالية من تجارته.

وحول الخلافات داخل البيت الأوروبي، صرح وزير خارجية إستونيا أن لكل دولة مصالح اقتصادية محددة، وكل واحدة تحتاج مصادر طاقة مختلفة بأحجام مختلفة، "وإذا أخدنا في الاعتبار أننا نتبع نهجًا شاملًا فإن الدول الأوروبية تشعر اليوم بالأمان أكثر مما كان عليه الوضع قبل شهر أو اثنين".

وأشار رينسالو إلى أن احتياطات الغاز عادت إلى سعتها الكاملة تقريبًا، "فضلًا عن اعتقادنا أن بإمكاننا تخفيض استهلاك الطاقة والكهرباء تحديدًا، وفي هذه الحالة فإن المحاولات الروسية لاستخدام الطاقة كسلاح ضد أوروبا لن تنجح".

وكانت إستونيا من الدول السباقة في الإعلان عن توجهها لوقف الاعتماد على الطاقة الروسية مع نهاية العام الحالي، وجدد رينسالو في هذا الإطار تمسك بلاده بهذا الخيار موضحًا أن البديل سيكون الغاز المسال الذي يصل إلى موانئ ليتوانيا، كما أن بلاده تقوم حاليًا ببناء محطتها البحرية الخاصة لتلقي الغاز المسال من فنلندا، إلى جانب الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدًا تحقيق تقدم في وضع سياسات تخفض استهلاك الطاقة.

تأخر وصول المساعدات الأوروبية لكييف

وفي ما يتعلق بإقرار مساعدات عسكرية أوروبية جديدة إلى كييف، ناشد رينسالو عبر "العربي" جميع الدول الأوروبية لمساعدة أوكرانيا عبر توريد الأسلحة، إذ يرى أن هذا الخيار هو "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، من جراء المذابح التي ترتكبها القوات الروسية ضد دولة مجاورة".

وكانت كييف قد طلبت من أوروبا والغرب وتحديدًا واشنطن وألمانيا، تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي منذ وقت طويل، لكنها لم تحصل عليها، الأمر الذي رآه البعض أنه أثر بشكل مباشر على الواقع الأوكراني ميدانيًا.

فيشرح وزير خارجية إستونيا في هذا الخصوص أن "الأمر يتطلب وقتًا، ولسوء الحظ على الرغم من أننا مصممون على دعم أوكرانيا إلا أننا نتحرك ببطء شديد وهذا أمر مؤسف ولا سيما مع التصعيد الروسي الأخير الذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية لأوكرانيا"، لذلك يرى أن تسريع إيقاع تقديم المساعدات من قبل كل الشركاء أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى.

هل يلجأ بوتين إلى النووي؟

أما عن احتمال انضمام بيلاروسيا إلى حليفتها روسيا في الحرب، فيؤكد رينسالو أن روسيا تهدد بشكل ما الدول الغربية وأوكرانيا بهذا الاحتمال، منبهًا من أن رد الفعل الأوروبي بحال حصول ذلك "سيكون قويًا وسيضمن مزيدًا من العقوبات ضد روسيا وبيلاروسيا".

ويضيف: "بالتأكيد سيكون هناك تطوير لمصادر الأسلحة ونوع الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا"، مستبعدًا في الوقت عينه أن يصل التصعيد الروسي إلى حد اللجوء للسلاح النووي.

ويرى أورماس رينسالو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن "يجرؤ" على استخدام السلاح النووي لأن العقاب سيكون "أكبر بكثير من النصر الذي يود تحقيقه".

وزير دفاع إستونيا: أوروبا متحدة

من جهته، صرح وزير دفاع إستونيا هانو بيفكور لـ"العربي"، لافتًا إلى أن روسيا ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين في أوكرانيا مشيرًا إلى أنها تستخدم "كل الأسلحة لإفزاع السكان"، ومشددًا في الوقت عينه على أن الدول الأوروبية متحدة ضد "العدوان الروسي" وستواصل دعم كييف.

وكشف في هذا السياق أنه ناقش مع المسؤولين في واشنطن مؤخرًا التهديدات الروسية باستعمال السلاح النووي، إلى جانب الدعم الأميركي لإستونيا التي تعد الجارة الأوروبية الأقرب إلى روسيا.

كذلك، قال بيفكور من تالين إن أوكرانيا لا تقاتل لأجل حدودها وحسب، بل ضد عدوان يهدد سيادة دول أخرى، "ونحن نحارب معها من أجل المبدأ ومستقبل أوكرانيا".

وعن اقتناع إستونيا بعدم لجوء موسكو إلى السلاح النووي، قال بيفكور: "يجب أن يكون هناك سبب واضح لاستخدام الأسلحة النووية وميزة منطقية لهذا الخيار.. والآن لا نرى أي ميزة تتمتع بها روسيا لاستخدام هذا السلاح".

ورغم ذلك، شدد وزير الدفاع الإستوني على ضرورة أخذ التهديد الروسي بهذا الصدد على محمل الجد، كاشفًا عن رصد تدريبات نووية في الوقت الحالي بروسيا، وقال: "قد نرى في الوقت القريب إطلاق بعض الصواريخ النووية التي لا تحمل رؤوسًا نووية من الغواصات أو ما شابه".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close