لقي أربعة أشخاص مصرعهم جراء قصف صاروخي أوكراني، على مقاطعة خيرسون التي ضمتها إليها روسيا مؤخرًا، وفق ما أعلنت الإدارة الإقليمية المؤيدة لموسكو في المقاطعة.
وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة الإقليمية بالمقاطعة، إن عدد القتلى إثر الهجوم على معبر مدني في خيرسون ارتفع إلى أربعة أشخاص.
وفي وقت سابق، قال رئيس إدارة خيرسون، سيرهي ييليسييف، إن: شخصين قُتلا وأصيب عشرة بجروح بينهم أطفال وصحافيون، بحسب معطيات أولية، نتيجة هجوم صاروخي شنه مسلحون أوكرانيون مساء أمس الخميس على معبر مدني في المنطقة.
من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية حالة التأهب الجوي في كييف وأوديسا وتشيرنيغيف وبولتافا وكيروفوغراد وميكولاييف.
وفي أحدث موجات التصعيد، تقول السلطات الأوكرانية إن الهجوم الروسي يزداد شراسة في خاركيف شرقًا ودنيبرو جنوبًا وفي الغرب أيضًا، مخلفًا العديد من القتلى المدنيين.
"كارثة واسعة"
إلى ذلك، اتهمت أوكرانيا روسيا بزرع ألغام في سد لتوليد الطاقة الكهرمائية بالقرب من خيرسون جنوبي البلاد، من أجل التسبب "بكارثة" في هذه المنطقة التي بدأت إخلاءها في مواجهة تقدم قوات كييف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام مجلس الاتحاد الأوروبي الخميس إن: "روسيا تمهد عمدًا الأرضية لكارثة واسعة في جنوب أوكرانيا".
وأضاف أن القوات الروسية "قامت بتلغيم السد ووحدات محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية" التي تعد من أكبر المنشآت من هذا النوع في أوكرانيا، موضحًا أنه إذا انفجر فستصبح "أكثر من ثمانين بلدة بما فيها خيرسون في منطقة فيضانات سريعة".
وأشار زيلينسكي إلى أن ذلك "يمكن أن يقوض إمدادات المياه لجزء كبير من جنوب أوكرانيا"، وقد يؤثر على تبريد مفاعلات محطة الطاقة النووية زابوريجيا التي تحصل على مياهها من هذه البحيرة الاصطناعية التي تبلغ مساحتها 18 مليون متر مكعب.
بدوره، كتب ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري زيلينسكي في تغريدة على "تويتر"، أن هدف روسيا هو وقف تقدم القوات الأوكرانية في المنطقة وحماية القوات الروسية.
وأكدت الإدارة الروسية لمنطقة خيرسون بدء عمليات إجلاء مدنيين، إذ تم إجلاء 15 ألف شخص الخميس من هذه المنطقة، فيما أوضحت الإدارة أنها تخطط لنقل "خمسين إلى ستين ألفًا" آخرين خلال أيام إلى الضفة الأخرى لنهر دنيبر.
والثلاثاء، وفي اعتراف نادر لروسيا بالصعوبات التي تواجه قواتها ميدانيًا، أقرّ الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي عيّن مؤخرًا قائدًا للعمليات الروسية في أوكرانيا، بأن الوضع هناك "صعب جدًا". وتابع أنه تقرر إجلاء السكان مدينة خيرسون بعد اشتداد القصف الأوكراني على المنطقة واستهدافه مراكز روسية حساسة.
إجلاء سكان مدينة خيرسون بعد اشتداد المعارك و #روسيا تقر بصعوبة الوضع 👇#أوكرانيا تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/PugBjHV4oN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 19, 2022
ورأى أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أنه يجري "التحضير لترحيل جماعي للسكان الأوكرانيين" إلى روسيا "من أجل تغيير التشكيل العرقي للأراضي المحتلة".
"استئناف الهجوم"
في غضون ذلك، تشعر أوكرانيا أيضًا بالقلق من احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال من بيلاروسيا. وقال أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العامة الأوكرانية، لصحافيين إن: "التهديد باستئناف الهجوم على الجبهة الشمالية من قبل القوات المسلحة الروسية يزداد".
وأضاف: "هذه المرة، قد يكون الهجوم في غرب الحدود البيلاروسية لقطع طرق الإمداد الرئيسية للأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية" التي تصل من بولندا خصوصًا.
وفي هذا الإطار، أكد زيلينسكي للمجلس الأوروبي أن الاقتراح الأوكراني بنشر بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا "يزداد أهمية يومًا بعد يوم".
وبعد سلسلة من الضربات الروسية على بنيتها التحتية، حدت أوكرانيا الخميس من استهلاك الكهرباء لسكانها وللشركات.
وحث رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على "التوفير قدر الإمكان" في الإضاءة والإعلانات المضيئة.
وفي العديد من المناطق الأخرى، دعت السلطات المحلية السكان إلى تقليل استهلاكهم. وقال زيلينسكي إن: روسيا دمرت 30% من محطات الطاقة الأوكرانية خلال أسبوع.