اعتبر مدير عام مستشفى الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية أن الاحتلال يشن حربًا على مستشفيات القطاع، مشددًا على أن الطواقم الطبية لن تخليها وستبقى بها مهما كلّف الثمن.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمعن الآن باستهداف المستشفيات، ويبدو أنه أخذ قرارًا دوليًا بذلك عندما لم يُحاسب على قصفه مستشفى المعمداني ومستشفى القدس.
وفي وقت سابق الجمعة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى العيادات الخارجية بمستشفى الشفاء.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القصف الإسرائيلي أوقع 13 شهيدًا وعشرات الجرحى.
وفي حديث لـ"العربي" من غزة، أشار أبو سلمية إلى أن الاحتلال استهدف مجمع الشفاء الطبي 4 مرات منذ الواحدة فجرًا وحتى صباح الجمعة.
وأضاف أن الاحتلال استهدف فجر اليوم مستشفى الولادة في الطابق الخامس من المجمع، حيث استشهد وأصيب عدة أشخاص، وبعدها استهدف الطابق الثالث، ما أسفر عن إصابات في صفوف المواطنين.
وتابع أبو سلمية أنه منذ لحظات استهدف الاحتلال مبنى العيادات الخارجية للمجمع الذي كان يحوي العديد من الحالات الطارئة وبعض الجرحى والنازحين، ما أسفر عن استشهاد عدد من النساء والأطفال.
واعتبر أن ما يقوم به الاحتلال حرب إبادة تشن على المستشفيات الآن، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم يحدث لا في تاريخ البشرية كلها ولا حتى في العصور الوسطى ولا في أي نزاعات بأن يتم استهداف المستشفيات علنًا أمام كاميرات التلفاز وأمام العالم كله ولا يحرك ساكنًا.
اتصال تهديد لمدير مستشفى الشفاء
وفيما لفت إلى أن الناس غادرت المستشفى بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال مع استمرار بقاء الكثير من النازحين، أشار إلى أن أكثر من ألف مصاب ومريض مازالوا موجودين في داخل المستشفى.
وشدد مدير عام مستشفى الشفاء الطبي على أن الطواقم الطبية لن تخلي المستشفى وستبقى به مهما كلف الثمن.
وقال أبو سلمية: إن الاحتلال الإسرائيلي اتصل به، ووجه له رسالة تهديد بضرورة إخلاء المستشفى، مضيفًا أن ضابطًا إسرائيليًا قال له: "أنتم الآن في منطقة عسكرية، وهي منطقة حرب، ويجب عليك إخلاء النازحين وإخلاء الناس".
وأردف أنه رد عليه قائلًا: "لا نستطيع إخلاء أي أحد لأن هذه ليست مسؤوليتي، أنا مسؤول الآن عن الحفاظ على الجرحى والمرضى".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت الجمعة، خروج 18 مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
إسرائيل تمعن بجرائمها بحق المستشفيات
وقالت وزير الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في بيان: إن "إسرائيل تدير ظهرها للمجتمع الدولي وتمعن بجرائمها بحق المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الإيواء في قطاع غزة".
وأضافت: "إسرائيل تنفذ جريمة مركَّبة بحق المستشفيات والطواقم الطبية، بدأتها بمنع إدخال الوقود والمستهلكات الطبية إليها، واليوم تختمها باستهداف المستشفيات بالنار والقصف بشكل مباشر".
وتابعت: "استهدفت إسرائيل فجرًا عددًا من المستشفيات في قطاع غزة، في الوقت الذي حذرنا فيه من كارثة كبرى جراء هذه الجرائم".
وأكدت الوزيرة "خروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين أول/ أكتوبر، الماضي".
وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت خلال الساعات الماضية بوابة مستشفى النصر للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لتوقف جميع خدماته.
كما استهدفت محيط مستشفى "أصدقاء المريض" في غزة، ودمرت مركبة إسعاف بعد قصف لمحيط مستشفى العودة شمال القطاع، فيما اندلع حريق كبير في الطابق السفلي بمستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة بعد استهدافه من الطيران الإسرائيلي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
