كشفت رئاسة الوزراء الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي اقتلع مليوني ونصف مليون شجرة منذ سنة 1967، من ضمنها 800 ألف شجرة زيتون، ويرجح أن العدد أكبر من ذلك بكثير مع استمرار سياسات المستوطنين في قطع أشجار الفلاحين الفلسطينيين.
ويعرّف حماة البيئة في فلسطين "الشجرة على أنها رئة الكوكب".
ويقتلع الاحتلال الإسرائيلي الأشجار خلال بناء المستوطنات على تلال من الغابات ويحرقها بالقنابل في المواجهات، وبـ"المنشار" يحارب المستوطنون الإسرائيليون أشجار الفلاحين الفلسطينيين.
"نكبة جديدة"
ويقطع المستوطنون عادة أشجار الزيتون بدافع إلحاق الخسارة بالمزارعين الفلسطينيين، حيث يقول رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية: إنهم قطعوا 800 ألف زيتونة منذ عام 1967، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه هجمات المستوطنين على هذا النوع من الأشجار في موسم القطاف.
ويرى الناشط في اللجان الشعبية لمقاومة الاستيطان منذر عميرة في حديث إلى "العربي"، أن اقتلاع الزيتون "محاولة لاقتلاع الفلسطيني من أرضه وتشريده من جديد". ويقول: "لدينا كل يوم نكبة جديدة باقتلاع شجرة جديدة".
وبعيدًا عن السياسة، يتخوف حماة الطبيعة نظرًا إلى الكم الهائل من الأشجار التي اقتلعت وأحرقت في فلسطين خلال نصف قرن.
"طمس" الهوية الفلسطينية
ويؤكد المدير العام للمصادر البيئية في سلطة جودة البيئة عيسى موسى أن "محاربة الفلسطيني تتم في المجالات كافة وبالذات في المجال البيئي."
ويشير موسى في حديث إلى "العربي" إلى قيام إسرائيل بالعمل على منع الفلسطينيين للوصول إلى أراضيهم، وقيامهم باقتلاع الأشجار بأنواعها وأشكالها كافة سواء أشجار الزيتون أو الأشجار الطبيعية التي تمثل "بيئة فلسطين".
ويلفت إلى قيام إسرائيل باستبدال تلك الأشجار المقتلعة في بعض المناطق "بأشجار غريبة عن البيئة الفلسطينية بهدف تغيير تلك الطبيعة باعتبار أن الأشجار تمثل تراثًا فلسطينيًا".
ويشير إلى عمل الأجهزة التابعة للحكومة الفلسطينية بزراعة أعداد كبيرة من الأشجار لتعويض عمليات اقتلاع الأشجار المتواصلة من قبل إسرائيل، إلا أنه يوضح "صعوبة" الأمر على خلفية "محدودية" الأراضي المسموح بها بالزراعة.
ويلفت إلى وجود منع من قبل إسرائيل للعمل في بعض المناطق في الضفة الغربية المحتلة.