الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حرب السودان.. اتهام للدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي في غرب دارفور

حرب السودان.. اتهام للدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي في غرب دارفور

شارك القصة

فرّ أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني من غرب دارفور إلى تشاد - غيتي
فرّ أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني من غرب دارفور إلى تشاد - غيتي
قالت هيومن رايتس ووتش إن هجمات قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها في الجنينة أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن آلاف الأشخاص.

اتّهمت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس، قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب "تطهير عرقي" وعمليات قتل، "ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث" ضدّ جماعة المساليت العرقية الإفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ونشرت المنظمة الحقوقية ومقرها في نيويورك تقريرًا من 186 صفحة بعنوان "المساليت لن يعودوا إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة"، في إشارة إلى ما تتعرض له المجموعة العرقية الأبرز في غرب دارفور والتي تتخذ من مدينة الجنينة عاصمتها التاريخية.

مقتل الآلاف في الجنينة

ويوثّق التقرير، وفقًا لهيومن رايتس ووتش، استهداف أحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، في موجات متواصلة من الهجمات في الفترة من أبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، وتصاعد الانتهاكات مرة أخرى في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني".

وبحسب التقرير، فإنّ "الهجمات التي شنّتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية (...) أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن آلاف الأشخاص وتركت مئات الآلاف لاجئين".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربًا خلّفت أكثر من 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة. وبين هؤلاء القتلى ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة، كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.

وتحدثت المنظمة عن فرار أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد بين أبريل وأواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 75 % منهم من الجنينة.

ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية للمنظمة الحقوقية تيرانا حسن قولها: "إن السياق الخاص الذي وقعت فيه عمليات القتل الواسعة النطاق يثير أيضًا احتمال أن تكون لدى قوات الدعم السريع وحلفائها نية تدمير المساليت كليًا أو جزئيًا في غرب دارفور على الأقل، ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث هناك.

وأضافت المنظمة في تقريرها أنّ "احتمال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور يتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الحكومات والمؤسسات الدولية لحماية المدنيين".

جرائم حرب محتملة

وأورد تقرير المنظمة إفادة فتى يبلغ من العمر 17 عامًا كان شاهدًا على مقتل 12 طفلًا و5 بالغين من عدة عائلات.

وقال الفتى، وفقاً للتقرير: "قامت قوتان من الدعم السريع.. بشدّ الأطفال من ذويهم، وعندما بدأ الآباء بالصراخ، أردتهم قوتان أخريان قتلى بالرصاص، ثم جمعوا الأطفال وأطلقوا النار عليهم. وألقوا في النهر جثثهم وأمتعتهم".

وكانت المجكمة الجنائية الدولية قد باشرت في 14 يوليو/ تموز الفائت، تحقيقًا حول جرائم حرب محتملة في دارفور ولا سيّما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استنادًا إلى انتمائهم العرقي.

ودفعت الحرب في السودان البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة الناس إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلًا.

وفرّ ما يربو على 1.6 مليون سوداني من بلادهم منذ اندلاع القتال العام الماضي، بينما قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. 

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close