انتشرت خلال الأيام الماضية مقاطع مصوّرة توثّق آخر الجرائم التي ترتكبها قوات "الدعم السريع"، حيث تنفذ إعدامات بدم بارد وتصفية عرقية في حق مدنيين سودانيين.
فقد تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة، تظهر لحظات تصفية "الدعم السريع" لمدنيين من منطقة بلبل أبو جازو جنوب دارفور.
وظهر في المقطع المتداول أحد العناصر وهو يتحدث لشاب ويقول له: "من بلبل (منطقة السودن) إيش جابك هنا؟ يا أخي قالم ما تعرف مصلحتك.. والله سأنتقم لكم"، قبل أن يتم إعدام مجموعة الشبان بالرصاص.
تصفية عرقية ومصير مجهول
وبحسب نشطاء سودانيين، أقدمت القوات على اعتقال عدد آخر من المدنيين فيما لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الساعة.
بدوره، أوضح رئيس منظمة شباب من أجل دارفور أحمد عبد الله إسماعيل في تصريح أمس الثلاثاء أن المليشيات "إذا اشتبهوا في أي فرد، أو شكوا فيه سواء كان متنقلًا أو متجولًا يتم اعتقاله ورميه بالرصاص مباشرة".
وأدانت منظمات حقوقية من بينها منظمة شباب من أجل دارفور (مشاد)، ومرصد (مشاد) الحادث الشنيع، محذّرةً من تصفية عرقية ودفن المدنيين أحياء في مقابر جامعية.
وأعربت المنظمتان في بيانهما المشترك عن إدانتهما الشديدة واستنكارهما القوي "لفظائع وجرائم الدعم السريع في حق المدنيين في ولاية جنوب دارفور (نيالا) باقترافها حملات تصفية عرقية في حق الشباب الأبرياء".
وذكّر البيان أن الأفعال الأخيرة لـ"الدعم السريع"، تأتي على غرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها هذه القوات بالسودان.
كذلك كشف البيان أن "المليشيات ظلّت منذ استيلائها على الولاية تعمل على تهجير المدنيين من قراهم، واستباحة الأموال والأعراض، ويتزامن ذلك مع تزايد موجة النزوح والفرار من ويلات الحرب ما يستوجب إجراء تدخلات إنسانية".
تعتيم إعلامي على الفظائع
وتأتي تصفية المدنيين الأبرياء وسط استمرار التعتيم الإعلامي ما أثار موجة استياء عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنفرد بنقل وحشية الجرائم التي تحصل في هذه المنطقة السودانية.
كذلك، تترافق هذه المشاهد الوحشية مع إشارة وزارة الخارجية السودانية إلى أن قوات "الدعم السريع" تفرض حصارًا على بعض القرى والبلدات بولاية الجزيرة لإجبار الشباب على الانخراط في صفوفها، أو نهبها ممتلكات المواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، تعمد هذه المليشيات على احتجاز العشرات من النساء والفتيات فيما يشبه الاسترقاق، واعتقال آلاف المدنيين في معسكرات تفتقد أدنى مقومات الحياة.
وذكر بيان الوزارة الصادر أول يناير/ كانون الثاني الجاري: "خلال الأيام الماضية برزت تفاصيل مرعبة عن عمليات تطهير عرقي ومجازر جماعية في ولاية غرب دارفور، ونقلت شهادات الضحايا المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، لمنع الإبادة الجماعية".
كما شدّدت الوزارة على أن استهداف القرى والمناطق التي تخلو من أي مظاهر عسكرية وارتكاب الفظائع فيها، "هو أسلوب الجماعات الإرهابية التي عرفتها المنطقة، مثل بوكو حرام وجيش الرب اليوغندي، وداعش".
بدورها، حذّرت الأمم المتحدة من توسّع رقعة الحرب المستعرة في السودان منذ نحو 9 أشهر مع استمرار موجة النزوح".