حذرت منظمة الصحة العالمية الجمعة من نقص المستلزمات الطبية في السودان الذي يشهد حربًا أهلية، معلنًا أنها لا تلبي سوى 25% من الاحتياجات.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربًا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
وتسببت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام في إغلاق ما بين 70 إلى 80% من المستشفيات التي تعاني العاملة منها نقصًا في الاحتياجات والإمدادات الطبية والعاملين، بحسب منظمة الصحة العالمية.
"نقص المستلزمات الطبية في السودان"
وخلال مؤتمر صحافي في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، قال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير: إن "النظام الصحي في السودان انهار خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب تدمير المرافق الصحية أو نهبها أو نقص الموظفين والمستلزمات فيه".
وأشار إلى أن 20 إلى 30% فقط من المرافق الصحية في السودان يمكنها تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين.
وكشف أن المستلزمات الطبية المتوفرة في البلاد لا تلبي سوى 25% من الاحتياجات.
وكانت "المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور" (أهلية غير حكومية)، أعلنت الثلاثاء، وفاة 110 نازحين بينهم 66 طفلًا في مخيم "كِلْمة" للنازحين بولاية جنوب دارفور غربي السودان، جراء "الجوع وسوء التغذية وانعدام الأدوية المنقذة للحياة".
وناشدت في بيان "الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى معسكرات النازحين لمنع سقوط أرواح الأبرياء بسبب المجاعة".
ويقع المخيم في مدينة نيالا التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهو من أكبر المخيمات اكتظاظًا بالنازحين الذين لجأوا إليه بعد اندلاع الحرب في البلاد، حيث يقدر عدد النازحين فيه بأكثر من 90 ألفًا.
والأسبوع الماضي، حذّرت الأمم المتحدة من أنها لم تتلق إلا 12% من تمويل بقيمة 2,7 مليار دولار طلبته لمساعدة السودان الذي يشهد حربًا منذ منتصف أبريل 2023.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه لصحافيين: "هذا ليس مجرد نداء يواجه نقصًا في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصًا كارثيًا في التمويل".
كما حذر برنامج الأغذية العالمي بدوره من أن الفرصة المتاحة لإنقاذ الأرواح آخذة في التقلص، إذ دعا نائب المدير التنفيذي للمنظمة إلى ضرورة ممارسة الضغط على جميع الأطراف، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل.