واصلت آلة الحرب الإسرائيلية الدموية حصد المزيد من الشهداء والجرحى في قطاع غزة، لليوم الخامس والعشرين بعد المئتين، وسط تصاعد في المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في جباليا وشرق رفح.
وتجري اشتباكات ضارية بين قوات الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين في أزقة مخيم جباليا الضيقة شمال غزة في بعض من أعنف الاشتباكات منذ عودة القوات إلى المنطقة قبل أسبوع، بينما هاجم مقاومون في الجنوب دبابات محتشدة حول رفح.
غارات جوية إسرائيلية عنيفة
وبالتوازي مع الاشتباكات، فقد استهدفت طائرات الاحتلال، فجر اليوم السبت، منزلًا وسط مدينة رفح ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال شرق المدينة ووسطها.
كما أغارت طائرات الاحتلال على منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة في خانيونس، جنوب قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا". فيما أشار مراسل "العربي" إلى أن طائرات الاحتلال عادت لقصف نفس المنطقة من دون تسجيل إصابات.
ونشرت المديرية العامة للدفاع المدني في القطاع، صوراً لطواقمها وهي تنتشل عددًا من الشهداء والجرحى من منزل لعائلة "شعبان" في جباليا البلد، شمال القطاع.
وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت المنزل في ساعات متأخرة من الليل، وتمكنت طواقم الإسعاف من إنقاذ عدد من المصابين، ونقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
أوضاع إنسانية متفاقمة
في هذه الحين، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، مع استمرار إغلاق المعابر والمنافذ البرية لغزة، وقال مراسل "العربي" في دير البلح، أحمد البطة، إن ما دخل من مساعدات يوم أمس من الممر المائي المؤقت، لم تكن إلا قافلة واحدة لا يتجاوز عدد شاحناتها الـ6 شاحنات.
وأوضح البطة أن خللًا إجرائيًا في عملية النقل، أدى إلى تأخير القافلة التي كان من المفترض أن يصل عدد شاحناتها إلى 30 شاحنة.
ويعاني سكان قطاع غزة، ولا سيما أكثر من 1.5 مليون نازح، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات؛ جراء استمرار إغلاق إسرائيل معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم؛ مما يدفع القطاع إلى براثن مجاعة، وفق تحذيرات منظمات إنسانية دولية.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أصدرت بيانًا قالت فيه إن الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة قبالة قطاع غزة ليس بديلًا عن فتح كافة المعابر البرية تحت إشراف فلسطيني.
وأضافت أنها ترفض أي وجود عسكري "لأي قوة كانت" على الأراضي الفلسطينية.