أعلنت القيادة المركزية الأميركية سنتكوم" الجمعة، أن شاحنات محملة بمساعدات إنسانية بدأت في التحرك إلى الشاطئ عبر رصيف بحري عائم مؤقت قبالة قطاع غزة في الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش).
وذكرت أنه لم ينزل أي من الجنود الأميركيين إلى شاطئ غزة.
وأضافت: "هذه جهود مستمرة ومتعددة الجنسيات لتوصيل مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري طبيعته بالكامل إنسانية وتشمل المساعدات مواد إغاثية تبرع بها عدد من الدول ومنظمات إنسانية".
وأمس الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأميركية الانتهاء من تثبيت الرصيف البحري العائم على شواطئ قطاع غزة، موضحة أنّ الأمم المتحدة ستتسلّم المساعدات وتنسّق توزيعها في قطاع غزة، مشددة على أن أي قوات أميركية لن تدخل إلى غزة.
والشهر الماضي، باشرت الولايات المتحدة ببناء الميناء العائم، بتكلفة 320 مليون دولار على أقل تقدير، بهدف إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتنصّ آلية توصيل المساعدات، على نقل المساعدات في المقام الأول من قبرص على متن سفن تجارية إلى المنصّة العائمة، قبل أن يتمّ نقلها إلى سفن أصغر حجمًا تتولّى إيصالها إلى الرصيف المربوط بالساحل، وفي نهاية المطاف إلى البر بعد تحميلها في شاحنات لتوزيعها.
سفينتان ترسوان قرب الرصيف الأميركي العائم
والخميس، رست سفينتان قبالة سواحل مدينة غزة المطلة على البحر المتوسط قرب الرصيف العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة بدعوى توصيل المساعدات إلى الفلسطينيين في القطاع.
وصباح الخميس، أعلنت "سنتكوم" الانتهاء من بناء الرصيف العائم، وتوقعت أن تبدأ شاحنات المساعدات في التحرك إلى الشاطئ، حيث ستتسلم الأمم المتحدة المساعدات وتنسق توزيعها في غزة.
والأسبوع الماضي، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، قوله: إن "سفينة أميركية محملة بمساعدات إنسانية غادرت ميناء لارنكا متجهة إلى غزة، في أول عملية تسليم إلى الرصيف الذي تم بناؤه حديثًا".
وتأتي هذه الرحلة بعد نحو شهرين من إصدار الرئيس الأميركي جو بايدن الأمر ببناء رصيف عائم كبير على بعد عدة أميال قبالة ساحل غزة ليكون منصة انطلاق لعمليات تسليم المساعدات.
ما هي أسباب خشية الفلسطينيين من الوجود الأميركي عبر الميناء العائم؟
وفي هذا الإطار، يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد أن فكرة إقامة الممر المائي لم تكن فلسطينية أو عربية بقدر ما هي أميركية، ولا يمكن للأميركي أن يخرج هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ بدون التنسيق التام مع إسرائيل، ولا يمكن لتل أبيب أن تقبل دون أن يكون لها مصلحة سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية.
وفي حديث لـ"العربي" من الخليل، أوضح شديد أن الوجود الأميركي في المياه الإقليمية في غزة يعني أن هناك وجودًا أميركًا "بمثابة احتلال"، مشيرًا أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك وجود بري على رمال غزة، لكي يقال إن هناك تموضعًا عسكريًا أميركيًا في القطاع.
وأشار إلى أن خشية الكثيرين من الميناء العائم تتمثل في أن الأغلبية الساحقة من الشارع الفلسطيني لا ينظرون إلى واشنطن كجمعية إغاثة خيرية أو طرف نزيه أو محايد، بقدر ما هو شريك أساسي للاحتلال.
وأضاف أن أكثر ما يعمق خشية الفلسطينيين هي مسألة التهجير والهجوم على رفح، وعدم عودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم شمال غزة والإصرار على نقلهم إلى منطقة المواصي غير القابلة للحد الأدنى للحياة الآدمية، التي لا تبعد كثيرًا عن الرصيف العائم.