الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"حرب ناقلات" في الأفق.. كيف تبدو القدرات الإيرانية مقارنة بالإسرائيلية؟

"حرب ناقلات" في الأفق.. كيف تبدو القدرات الإيرانية مقارنة بالإسرائيلية؟

شارك القصة

تعمل الغواصات الاسرائيلية بأنظمة الدفع المستقلة جوًا.
تعمل الغواصات الإسرائيلية بأنظمة الدفع المستقلة جوًا (غيتي)
أجرى "بزنس إنسايدر" مقارنة بين القوتين الإسرائيلية والإيرانية، من حيث الكمية والنوعية وفي مختلف المجالات الجوية والبرية والبحرية وحتى النووية.

أثار الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية "ميرسر ستريت" في خليج عُمان، واتهام طهران بالمسؤولية عن الهجوم، التوقّعات بتصاعد فرص نشوب "حرب ناقلات علنية" بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة.

أجرى موقع "بزنس إنسايدر" مقارنة بين القوتين العسكريتين الإسرائيلية والإيرانية، وخلص إلى أن إيران تمتلك الأفضلية في بعض المجالات، في حين أن إسرائيل تملك أسلحة أكثر تطورًا.

الكمية في مواجهة النوعية

وأشار الموقع إلى أنه على الورق، يتفوّق الجيش الإيراني بعدد من المزايا على إسرائيل، لا سيما بالنسبة لعديد الجيش، موضحًا أن إيران تتفوّق سكانيًا على إسرائيل (84 مليون نسمة في مقابل 9 ملايين نسمة)، الأمر الذي يسمح لإيران بنشر قوة فاعلة قوامها 525 ألف جندي، مقارنة بـ 170 ألف جندي إسرائيلي.

وأضاف أن إيران، التي تعتمد على الحرب غير النظامية وغير المتكافئة في البر والبحر، كثّفت استثمارها في القوات شبه العسكرية التي تضم الحرس الثوري وفيلق القدس وقوات أخرى، إضافة إلى القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، وقوامها أكثر من مليون جندي، في مقابل بضعة آلاف من القوات الإسرائيلية المماثلة.

كما تتفوّق القوات العسكرية البحرية الإيرانية عددًا على نظيرتها الإسرائيلية، وكذلك الدبابات والعربات المدرّعة، وإمكانية أكبر للحصول على الوقود. لكن في المقابل، تتفوّق إسرائيل من حيث النوعية على إيران، لا سيّما بعد أن منعت العقوبات الأميركية طهران من شراء أفضل المعدات الأجنبية، ما أعاق أيضًا تطوير إيران لقاعدة صناعية دفاعية.

وعلى الرغم من أن البحرية الإيرانية أكبر حجمًا، ويتمّ تحديثها، إلا أنّها لا تزال تعاني من بعض أوجه القصور، بينما تمتلك البحرية الإسرائيلية صواريخ وسفنًا متطوّرة، بما في ذلك الغواصات التي تعمل بأنظمة الدفع المستقلة جوًا، بفضل قدرات الصناعة الدفاعية المحلية، وإمكانية الوصول إلى المورّدين الأميركيين والأوروبيين.

القوة الجوية الإسرائيلية

أما بالنسبة إلى القوة الجوية، فأشار التقرير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي لطالما اعتُبر واحدًا من أفضل القوات الجوية في العالم. ويضمّ 66 طائرة من طراز "F-15" و175 طائرة من طراز "F-16"، وما لا يقلّ عن 27 مقاتلة شبح من طراز "F-35"، فيما تتوقّع إسرائيل الحصول على 23 طائرة "F-35" أخرى بحلول عام 2024، وتخطط للحصول على 75 طائرة أخرى.

وبالمقارنة، تضمّ القوات الجوية الإيرانية: 63 طائرة من طراز "F-4" و26 طائرة من طراز "F-14"، وكلها متقادمة وتُعاني من نقص في قطع الغيار. وأوضح التقرير أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تُشغّل طائرات "F-14" الأميركية الصنع.

كما تمتلك حوالي 59 طائرة صينية وروسية- 19 طائرة من طراز "MiG-29" و23 طائرة "Su-24s" من روسيا، و17 طائرة من طراز "F-7" من الصين- لكن المقاتلات المحلية هي نسخ من طائرات أميركية من صنع حقبة الستينيات.

أسلحة نووية

أما بالنسبة للأسلحة النووية، فأشار التقرير إلى أن التكهنات ترجّح أن إسرائيل تمتلك ما لا يقلّ عن 90 رأسًا نوويًا، وما يكفي من البلوتونيوم لصنع مئة أو 200 سلاح آخر. ويمكن إطلاق تلك الأسلحة بالطائرات أو بالصواريخ، خاصّة وأن إسرائيل تمتلك واحدة من أكثر ترسانات الصواريخ تطورًا.

ورجّح التقرير أن تُطلق إسرائيل صواريخ كروز مسلحة نوويًا من غواصاتها من طراز "دولفين"، والتي يُعتقد أنها تعمل بالقرب من الخليج.

في المقابل، سعت إيران إلى امتلاك قدرات نووية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وبينما تقول طهران إنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية الآن، أثار نشاط التخصيب الأخير الذي قامت به تساؤلات حول أهدافها الحقيقية.

كما تُواصل إيران تحسين ترسانتها الصاروخية، مع وضع 18 نموذجًا على الأقل من صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها من 200 ميل إلى ألفي ميل، في الخدمة أو يجري تطويرها.

حرب إقليمية

واعتبر التقرير أن إسرائيل تمتلك أيضًا ميزة أخرى لا تتمتع بها إيران: الحلفاء. ترتبط الولايات المتحدة وإسرائيل بعلاقة وثيقة للغاية، وتتعاونان في القضايا العسكرية والاستخباراتية، ولا سيما فيما يتعلّق بإيران. وتجري واشنطن وتل أبيب تدريبات مشتركة كل سنتين بالتناوب، في دلالة على عمق العلاقة الدفاعية بين البلدين.

ووفقًا للتقرير، قد تتلقّى إسرائيل أيضًا دعمًا ضمنيًا من دول الخليج مثل السعودية والإمارات، اللتين تشعران بالقلق الشديد من إيران.

في المقابل، تمتلك إيران شبكة من الوكلاء، أبرزهم "حزب الله" اللبناني، الذي يقوم بعمليات في جميع أنحاء المنطقة وحول العالم. وإذ أشار إلى أن هذه القوات لا تتمتّع بقدرات إسرائيل أو شركائها، إلا أن التقرير أكد أنه "لا يزال من الممكن أن يكون لها تأثير على الصراع".

ورجّح التقرير أن تمتدّ الحرب بين إسرائيل وإيران إلى أجزاء أخرى من المنطقة والعالم، وقد تؤدي عواقب التصعيد الحالي إلى كبح جماح الطرفين.

وخلص إلى أن "حرب الظلّ" ستستمرّ على الأرجح، مع اعتماد كلي البلدين على أجهزتهما الاستخباراتية، والقوة الجوية، والقوات البحرية لضرب قدرات بعضهما البعض في البحر والبر، عندما تسنح الفرصة لذلك من دون إثارة صراع أوسع.

تابع القراءة
المصادر:
صحافة أجنبية
تغطية خاصة