الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

هل تعرّض مواجهة إيران وإسرائيل في البحر أمن دول الخليج للخطر؟

هل تعرّض مواجهة إيران وإسرائيل في البحر أمن دول الخليج للخطر؟

شارك القصة

أعرب مجلس الأمن الدولي عن "القلق إزاء التهديدات المستمرة للسلامة والأمن البحريين"، داعيًا الدول الأعضاء إلى التعاون لمواجهة هذه التهديدات المتنوعة.

تشتعل "حرب ظلال" بين واشنطن وطهران وتل أبيب، ساحتها مياه الخليج، وعنوانها سلامة الملاحة البحرية وأمن ممرات الطاقة العالمية.

وتأتي هذه الحرب عقب هجوم على ناقلات نفط وقرصنة بواخر، تُتهم إيران بالضلوع فيها، في حين تنفي الأخيرة مسؤوليتها عن هذه الأحداث.

الحرب تتجدد

ومن حرب الناقلات في ثمانينات القرن الماضي، إلى حرب السفن اليوم، تتجدد التوترات في مياه المنطقة، ما يضع أمن دول الخليج في خطر.

فقد تعرضت أكثر من سفينة أو ناقلة لاعتداءات، لكنها المرة الأولى التي يسقط فيها ضحايا، بعد استهداف ناقلة النفط ميرسر ستريت التي تملكها شركة إسرائيلية، وقتل فيها بريطاني وروماني.

وكان هذا الاعتداء واحدًا من سلسلة اعتداءات متبادلة بين إيران وإسرائيل؛ لكن سقوط ضحيتين أوروبيتين، قد ينقل القضية من مناوشات إلى مواجهة مفتوحة بين طهران وتل أبيب.

أما دول الخليج، فقد تجد نفسها ضحية لصراع ليست طرفًا مباشرًا فيه، ما يعرض أمنها البحري لخطر له تداعيات اقتصادية وسياسية.

وفي خضم الشكوك حول المستفيد من توترات المنطقة وتعريض أمن الخليج للخطر، تظهر حقيقة أن الصراع ليس في صالح دول الخليج التي تفتقد لمنظومة دفاعية بحرية تجنبها مآسي الحروب.

صراع استنزاف

في هذا السياق، يرى المختص في الشؤون الخليجية الحواس تقية أن الأطراف المنخرطة في حرب الظل التي تجري في البحر، لا تريد التصعيد، بل ترغب في أن تبقى المواجهة محدودة على شكل صراع استنزاف.

ويؤكد، في حديث إلى "العربي"، أن الحرب الشاملة "ليست مجدية وتكلفتها أعلى من المكاسب التي يمكن تحقيقها".

ويقول: "إيران وإسرائيل لديها حسابات وتوازنات في المنطقة، ما يصعّب على أي طرف الاعتراف بأي عملية".

ويضيف: "لا تريد إيران أن تستغل إسرائيل حادثة ناقلة النفط الأخيرة وأن تشكّل جبهة دولية لمواجهتها".

لا أدلة واضحة

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير الاستراتيجي صبحي ناظم توفيق أن موضوع ناقلة النفط لم يقدّم إلى مجلس الأمن على شكل اتهام لإيران بسبب غياب البراهين والأدلة.

ويشير، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن مجلس الأمن بحاجة إلى براهين ليدرس أي قرار.

ويقول: شهدت القضية احتضانًا صريحًا من روسيا والصين اللتين لن يحضرا أي اجتماع لمجلس الأمن يوجّه اتهامات لإيران دون وجود أدلة واضحة.

ويضيف: "رغم الشكوك التي تحوم حول إيران، إلا أنه لا يوجد دلالة واضحة رغم الإمكانات التجسسية لدى أميركا وحلفائها".

وكان مجلس الأمن الدولي قد أعرب، اليوم الإثنين، عن "القلق إزاء التهديدات المستمرة للسلامة والأمن البحريين"، داعيًا الدول الأعضاء إلى التعاون لمواجهة هذه التهديدات المتنوعة.

جاء ذلك في بيان رئاسي أصدره المجلس بالإجماع (15 دولة)، عقب جلسة نقاش مفتوح، عبر دائرة تلفزيونية، حول الأمن البحري، ترأسها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close