تحيط جبال حجرية بمدينة القطار في جنوب غرب تونس. وقد جعلت الطبيعة من هذه المدينة معقلًا للحجارة.
ففي إحدى ورشات الحجارة في المدينة يرابض حسين لنحو سبعة عقود خصصها لصناعة الرحى التقليدية. يصقل الحجارة بمطرقته.
توفي كل حرفي المهنة وهو الآن آخرهم يحرس المهنة في البلاد.
متحف للمعدات الحجرية
وفي مكان غير بعيد عن تلك الورشة، يوجد متحف خاص يضم عددا كبيرا من المعدات الحجرية بمختلف استعمالاتها وأنواعها، إضافة إلى 14 نوعًا من الحجارة تختلف بخصائصها الطبيعية ووظائفها.
ويشرح رئيس جمعية حماية التراث في القطار الهادي محمود أنه يوجد في المدينة "ثلاثة أنواع من الرحى منها الخاصة بالحبوب القاسية وأخرى خاصة بالحبوب الصغيرة".
ويقدر عمر بعض المجسمات بآلاف السنين وقد ظلّت شاهدة على علاقة الإنسان بالحجارة وارتباط تطوره بتطويعه لها. فقد صقل منها معدات مختلفة الاستعمالات ولم تكن تفارق الأجيال السابقة لما لها من أهمية في حياتهم.
حرفة مهددة
أمّا اليوم، فتتصدر هذه المعدات المعارض والذكريات إلى أن تراجعت أهميتها حتى صارت طي النسيان.
وبفضل مقاطع الحجارة، ظلّت مدينة القطار شاهدة على مطاحن يدوية متعددة صُقلت قبل آلاف السنين. إلّا أن صقل الحجارة اليوم بات حرفة تواجه خطر الاندثار.