قتل 10 أشخاص على الأقل، اليوم الثلاثاء، في نيروبي على يد الشرطة خلال تظاهرة ضدّ مقترحات لزيادة الضرائب أثارت غضبًا واسع النطاق في البلاد، بحسب ما نقلت وسائل إعلام كينية.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمئات من المتظاهرين الذين اقتحموا مقر البرلمان، حيث أصيب 50 شخصًا على الأقل، وفقًا لوكالة "رويترز".
حريق داخل مقر البرلمان الكيني
وبحسب وكالة "فرانس برس"، شب حريق داخل البرلمان في نيروبي بعدما اقتحم متظاهرون المبنى حيث تجري مناقشة مقترحات لزيادة الضرائب.
وتجاوز مئات المتظاهرين حواجز أقامتها الشرطة خارج البرلمان وعبروا أبواب المبنى، بحسب لقطات بثها التلفزيون الكيني.
وقالت اللجنة الكينية لحقوق الإنسان على منصة "إكس": "الشرطة أطلقت النار على أربعة متظاهرين كما رأت اللجنة الكينية لحقوق الإنسان، وقتلت أحدهم".
وأضافت: "ندين بحزم هذه الجريمة التي ارتكبتها الشرطة. مثل هذه الأفعال غير مقبولة وتشكّل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان".
ووفقًا لوكالة فرانس برس فقد رأى مراسلوها ثلاث جثث على الأقل في محيط البرلمان. وكانت منظمة العفو الدولية في كينيا قد تحدثت عن تسجيل "عدة جرحى".
وقال المدير التنفيذي للمنظمة في كينيا لوكالة فرانس برس إيرونغو هاوتون: "على الرغم من تأكيد الحكومة الكينية احترامها الحقّ في التجمّع، يشير مراقبو حقوق الإنسان إلى استخدام متزايد للرصاص الحي من قبل الشرطة الوطنية في العاصمة نيروبي".
وأضاف: "من الملحّ الآن أن يتمكن الأطباء من المرور بشكل آمن لمعالجة الجرحى العديدين".
صداع كبير للحكومة
ودعا ناشطون إلى احتجاجات وإضراب عام ضد التشريع الضريبي سعيًا لاستغلال حراك أدى في غضون أسبوع إلى تحويل حركة يقودها الشبان عبر الإنترنت إلى صداع كبير للحكومة.
ويهدف مشروع القانون إلى جمع ضرائب إضافية بقيمة 2.7 مليار دولار ضمن جهود مبذولة لخفض عبء عجز الموازنة المثقلة بالديون، إذ تستهلك مدفوعات الفائدة وحدها 37% من الإيرادات السنوية.
وفاز الرئيس وليام روتو في الانتخابات التي جرت قبل عامين تقريبًا على أساس برنامج يدافع عن الفقراء العاملين في كينيا، لكنه وجد نفسه عالقًا بين مطالب قوية لمقرضين مثل صندوق النقد الدولي، الذي يحث الحكومة على خفض العجز، وبين السكان الذين يعانون من ارتفاع تكلفة المعيشة.
وخرج الآلاف إلى شوارع نيروبي وعدة مدن أخرى خلال احتجاجات ليومين في الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من أن احتجاجات الأسبوع الماضي في نيروبي كانت جميعها تقريبًا سلمية، وفقًا لرويترز ومنظمات حقوق الإنسان، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه بشكل متكرر. وقالت جماعات حقوق الإنسان إن شخصين قُتلا، أحدهما أصيب بطلق ناري والآخر بقنبلة غاز مسيل للدموع.