تبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، القصف على وقع تصعيد الأخير على الجبهة اللبنانية بعد استهدافه بشكل مباشر فريقًا تابعًا للدفاع المدني كان يعمل على إطفاء الحرائق في جنوب لبنان.
وأعلن جيش الاحتلال صباح الأحد أنه شن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، مؤكدًا أنه اعترض عددًا من المقذوفات التي أطلقت من لبنان خلال الليل.
وقال الجيش في بيان: إن سلاح الجوي الإسرائيلي "ضرب منشآت عسكرية لحزب الله في مناطق عيترون ومارون الراس ويارون في جنوب لبنان"، وفق قوله.
استهداف شامير وكريات شمونة
من جهته، أعلن حزب الله صباح الأحد أنه "قصف مستعمرة شامير بصليات من صواريخ الكاتيوشا"، وذلك في إطار رده على "اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا المجزرة المروعة في بلدة فرون التي أسفرت عن شهداء وجرحى من الدفاع المدني"، وفقًا لبيان الحزب.
كما أفاد الحزب في بيان آخر بأن عناصره قصفوا "مستعمرة كريات شمونة بصليات مكثفة من الصواريخ".
والسبت، استشهد ثلاثة مسعفين وأصيب اثنان آخران بجروح جراء قصف الاحتلال فريقًا من الدفاع المدني كان يعمل على إخماد حرائق في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت الوزارة في بيان بـ"استشهاد ثلاثة مسعفين وإصابة اثنين آخرين بجروح أحدهما بحال حرجة" جراء "استهداف العدو الإسرائيلي فريقًا تابعًا للدفاع المدني اللبناني كان يعمل على إطفاء حرائق أشعلتها الغارات الإسرائيلية الأخيرة في بلدة فرون".
ونعت المديرية العامة للدفاع المدني العناصر الثلاثة "الذين استشهدوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت آلية الإطفاء بعد الانتهاء من تنفيذ مهمة إطفاء في تمام الساعة 18:15 (15:15 ت غ) في بلدة فرون بقضاء النبطية".
"عدوان جديد على لبنان"
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي "هذا العدوان الجديد ضد لبنان"، واعتبره "خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية وعدوانًا سافرًا على القيم الإنسانية".
من جانبها، أكدت حركة أمل، أن اثنين من المسعفين كانا ينتميان إليها. وأشارت إلى أن كلًا منهما "استشهد أثناء قيامه بواجبه الإنساني والوطني دفاعًا عن لبنان والجنوب".
وشجبت وزارة الصحة "هذا الاعتداء الإسرائيلي السافر الذي طال فريقًا في جهاز رسمي تابع للدولة اللبنانية"، موضحة أنه "الثاني من نوعه ضد فريق إسعاف في أقل من اثنتي عشرة ساعة".
وكانت الوزارة قد أفادت السبت بأن عنصرين من "الهيئة الصحية الإسلامية" التابعة لحزب الله أصيبا بجروح بعد استهداف بقصف مدفعي إسرائيلي أدى إلى انحراف سيارتهما أثناء توجههما لإخماد حريق في بلدة قبريخا.
ومنذ بدء التصعيد، يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يؤكد أنها دعمًا لغزة وإسنادًا لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
شهداء وجرحى في صفوف المسعفين
وقال حزب الله أمس السبت في بيانين، إنه استهدف قاعدتين إسرائيليتين بصواريخ كاتيوشا وأعلن عن سلسلة عمليات أخرى على قوات ومواقع إسرائيلية قرب الحدود، بعضها ردًا على "هجمات العدو الإسرائيلي" على جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية من جانبها أن إسرائيل نفذت غارات جوية وقصفًا على مناطق عدة في جنوب البلاد.
وفي بيان السبت، أفاد وزير الصحة اللبناني فراس أبيض بأن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر أدى إلى استشهاد "25 مسعفًا من مختلف فرق الإسعاف العاملة في الميدان، وكذلك استشهد عاملان صحيان وأصيب أربعة وتسعون مسعفًا وعاملًا صحيًا بجروح".
وأشار الى أن مستشفيين و21 مركزًا صحيُا تعرضت لـ"الاستهداف"، بينما "خرجت عن الخدمة أو تضررت جزئيُا اثنتان وثلاثون آلية إسعاف وإطفاء".