أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات إتمام المرحلة الثانية من معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، والذي نشر حصيلة 10 قرون من تاريخ الكلمة العربية.
ويضمّ المعجم 200 ألف مدخل للغة العربية، ويهدف إلى رصد ألفاظ اللغة العربية مقرونة بمعانيها وشواهدها وتواريخ استعمالها وأسماء مؤلفيها منذ ظهورها في النصوص حتى عصرنا الحالي.
ويأتي إتمام المرحلة الثانية بعد أربع سنوات من نشر المرحلة الأولى من المعجم في بوابة إلكترونية مع نهاية عام 2018.
تفاصيل المرحلة الثانية
وأوضح الدكتور عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمشروع معجم الدوحة التاريخي، أن هذا المعجم يمثّل 10 قرون من تاريخ الكلمة العربية، موضحًا أن هذا النوع من رصد ألفاظ اللغة العربية يبيّن تنوّع اللغة والحضارة العربية.
وقال البوشيخي، في حديث إلى "العربي"، إن المعجم يرصد التحوّلات في اللغة العربية على مدى التاريخ، عبر التفاعل مع حضارات أخرى سواء قبل الإسلام أو بعد الإسلام، أو أثناء الفتوحات الإسلامية إلى حدود نهاية القرن الخامس الهجري.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المعجم رصدت اللغة العربية في أدب العصر الجاهلي، وشعره ونثره، وخطبه، وفنونه، والتطوّر الذي حصل للغة العربية مع مجيء الإسلام وتفاعله مع لغة القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وما لحق ذلك من تطوّرات أخرى بنشوء علوم جديدة كعلوم الكلام، والفلسفة، والعلوم اللغوية من صرف، ونحو، وبلاغة، ونقد.
وشرح أن المرحلة الثانية ضمّت عصر التدوين، وعلوم الرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، والفلك، والطب، مع ما شهده الأدب من تطوّر لفنونه المختلفة، من نصوصه الفعلية، وليس من المعاجم المختلفة.
دراسات وجهود تمتد لقرون للربط بين الماضي والحاضر وحراسة ذاكرة اللغات.. المعاجم التاريخية "70 عاما لإنجاز حرف واحد"#معجم_الدوحة_التاريخي #وثائقيات_العربي @dohadictionary pic.twitter.com/WYekSVVFJt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 18, 2022
وأشار إلى أن المدوّنة اللغوية بُنيت من تجميع نصوص كل مرحلة، وهيكلتها، ووسمها، ووضعها في مدونة قابلة للاسترجاع، ثمّ استخراج الألفاظ واحدًا تلو الآخر، وربط كل لفظ بالسياقات التي ورد فيها، وترتيبه تاريخيًا بعد توثيق علمي لصحة النص ونسبه إلى مؤلفه.
ماذا عن المرحلة الثالثة؟
وأضاف البوشيخي أن الخبراء قاموا لاحقًا برصد تطوّر هذه الألفاظ في المباني أو المعاني، أي في الألفاظ واشتقاقاتها، والمعاني التي طرأت عليها عبر الزمن.
وشدّد على أن المعجم هو قاعدة بيانات مهمة لا يقتصر دوره على تقديم اللفظ ومعناه، وإنما يُورد الشاهد، والتاريخ الذي ورد فيه اللفظ، والمعاني التي تطوّرت مع اللفظ.
وأكد أن المرحلة الثالثة من المعجم ستمتد على 10 قرون أخرى، من سنة 501 هجري إلى اليوم، وستضّم حوالي 3 مليارات كلمة، سيُنتقى منها مدونة نصية انطلاقًا من عدة مصادر مختارة لجرد الألفاظ والمعاني التي استجدّت في هذه اللغة عبر هذه الفترة الزمنية، ورصد تحوّلها، ومدى استعمالها، وانتقال استخدامها إلى علوم أخرى.