الأحد 17 نوفمبر / November 2024

حقيقة قاسية.. نحو 5 آلاف قاصر ضحايا اعتداءات جنسية في الكنيسة البرتغالية

حقيقة قاسية.. نحو 5 آلاف قاصر ضحايا اعتداءات جنسية في الكنيسة البرتغالية

شارك القصة

نافذة أرشيفية عبر "العربي" على تقرير اللجنة المستقلة حول التحرّش الجنسي بالأطفال في كنائس فرنسا (الصورة: رويترز)
أفاد تقرير للجنة مستقلة في البرتغال بأن 4815 طفلًا على الأقل تعرّضوا لاعتداءات جنسية على مدى الأعوام السبعين الماضية.

أعلنت لجنة تحقيق في الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية، في تقريرها النهائي اليوم الإثنين، أن 4815 طفلًا على الأقل تعرّضوا لاعتداءات جنسية على مدى الأعوام السبعين الماضية.

ووجّه منسق لجنة الخبراء، الطبيب النفسي المتخصص بالأطفال بيدرو ستريشت، "إشادة صادقة" بمن تعرضوا للإيذاء خلال طفولتهم وتجرؤوا على الكلام، مشددًا على أنهم أكثر بكثير من مجرد كونهم أرقامًا في إحصائيات.

وكانت سلطات الكنيسة البرتغالية كلّفت في نهاية عام 2021، لجنة خبراء مستقلين التحقيق في ظاهرة العنف الجنسي، على غرار ما تم القيام به في بلدان مثل ألمانيا وفرنسا.

وخلال عرض التقرير في لشبونة، قال ستريشت: إنّ الشهادات "سمحت بالوصول إلى شبكة من الضحايا تضمّ ما لا يقل عن 4815 ضحية".

وقد عرض أعضاء اللجنة بطريقة مفصّلة، خلاصاتهم من 512 شهادة فضلًا عن أبحاثهم في أرشيف الكنيسة ومقابلات مع أعلى المسؤولين فيها.

ويعقد أساقفة البرتغال اجتماعًا مطلع مارس/ آذار لدراسة خلاصات التقرير المستقل، وإعلان "إجراءات ملموسة" بهدف "الحؤول دون تكرار حصول أي من أنواع العنف".

"حقيقة قاسية ومأساوية"

واعتبر رئيس مجلس الأساقفة البرتغاليين الأسقف دي ليريا-افتيكما جوزيه أورنيلاس، أن "التقرير الذي صدر اليوم يعبّر عن حقيقة قاسية ومأساوية"، متداركًا بالإعراب عن اعتقاده بأن "التغيير سلك مساره".

وفيما طلب الصفح من جميع الضحايا، أشار إلى ما وصفه بأنه "جرح مفتوح يضرّ بنا ويجعلنا نشعر بالعار".

بدوره، قال اليسوعي هانس زولنر، عضو اللجنة البابوية لحماية القاصرين ومدير معهد الأنتروبولوجيا للوقاية من التجاوزات ومقره في روما: "المؤسف أن حجم الأعداد والروايات ليس غريبًا عنا، لأننا سبق أن استمعنا إليه في مختلف أرجاء العالم".

وأضاف أن ما قامت به اللجنة المستقلة البرتغالية يشكل "إشارة إلى قدرة الكنيسة على مواجهة هذا الجرح العميق".

وفي عام 2019، وعد البابا فرنسيس بعد الكشف عن ارتكاب كهنة آلاف الاعتداءات الجنسية عبر العالم واتهامات بتستر أفراد من الإكليروس عليها، بشن "معركة شاملة" ضد الاعتداءات على الأطفال داخل الكنيسة.

ويُنتظر أن يزور البابا العاصمة البرتغالية بمناسبة يوم الشباب العالمي مطلع أغسطس/ آب، وقد يلتقي خلال هذه الزيارة ضحايا، وفق ما أعلن الأسقف المساعد في لشبونة أميريكو أغيار، المكلّف بتنظيم هذا الحدث العالمي للشباب الكاثوليك.

إلى ذلك، أوضح منسق اللجنة أن "معظم الأشخاص الذين استمعنا إليهم يعتبرون أن لا إصلاح ممكنًا. لكنهم يتوقعون طلب اعتذار من المعتدين عليهم أو من الكنيسة كمؤسسة".

وأكد أن الغالبية العظمى لهذه الجرائم يشملها التقادم، إلا أن 25 شهادة أُحيلت على النيابة العامة.

يُذكر أن لجنة مستقلة أشارت في تقرير نشر عام 2021، إلى أن أكثر من 216 ألف طفل تعرضوا لانتهاكات ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا على مدى سبعين عامًا.

وعلى الأثر، أعرب البابا عن شعوره بالعار لعجز الكنيسة الكاثوليكية عن التعامل مع الاعتداءات الجنسية على الأطفال في فرنسا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close