الخميس 19 Sep / September 2024

"حلم صار واقعًا".. أول تداول سلميّ للسلطة في ليبيا منذ نحو عقد

"حلم صار واقعًا".. أول تداول سلميّ للسلطة في ليبيا منذ نحو عقد

شارك القصة

سلّم رئيس المجلس الرئاسي السابق في ليبيا فايز السراج مهامه لرئيس المجلس الرئاسي الجديد ورئيس حكومة الوحدة الوطنية في أول تداول سلمي للسلطة منذ عقد من الزمن.

ما كان حلمًا صار واقعًا؛ إذ شهدت ليبيا أخيرًا، في سياق المرحلة الانتقالية الحاليّة، تسلّمًا وتسليمًا سلميّين للسلطة بعد تسع سنوات كاملة من الانقسام والأزمات في ليبيا، زادت في تفاقمها التدخلات الخارجية وتجاذبات القوى الداخلية.

وفي هذا السياق، سلم رئيس المجلس الرئاسي السابق في ليبيا فايز السراج مهامه لرئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في أول تداول سلمي للسلطة منذ نحو عقد من الزمن.

جاء ذلك بعد نيل الحكومة ثقة البرلمان تنفيذًا لخارطة الطريق المتّفَق عليها في تونس نهاية العام الماضي بين الأطراف الليبية بهدف إجراء الإصلاحات في المرحلة القادمة والتجهيز للانتخابات البرلمانية والرئاسية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

ليبيا من الاحتراب إلى بناء الدولة المدنية

ولا يُعتبَر تسليم مقاليد الحكم بشكل سلميّ، مجرّد خطوة سياسية بالنسبة إلى الليبيين، بل يمثّل انتقالًا مهمًّا بين مرحلتين حاسمتين بعد صراع طويل، من مرحلة الاحتراب إلى مرحلة بناء الدولة المدنية.

ومع طيّ صفحة الماضي، تطوى صفحة جديدة، يُجمع الليبيون على أنّ ما يهمّ فيها هو تحقيق وحدة الصف والبلد، بعد انقسام سياسي وعسكري واقتصادي كان له ثمن باهظ، أفقد الدولة هيبتها ونزع مفاتيح إدارة أزماتها من أيادي الليبيين.

وأمام حكومة الوحدة الوطنية أقلّ من 10 أشهر للبدء في تنفيذ بنود خريطة الطريق المتفق عليها في تونس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعلى رأسها تهيئة ظروف تنظيم الانتخابات المزدوجة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

انتهاكات لحظر الأسلحة على ليبيا

في غضون ذلك، أعلن مجلس الأمن الدولي رفع السرية عن تقرير لجنة الخبراء الدولية المعنية بليبيا لعام 2020.

وكشف التقرير أسماء دول وأفراد شاركوا في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وهي: الإمارات العربية المتحدة، والأردن، وتركيا، وسوريا، إلى جانب شركات عسكرية خاصة روسية.

كما كشف التقرير عن انتهاكات متفرّقة، إحداها من جانب الولايات المتحدة.

بنود اتفاق اللجنة العسكرية الليبية المشتركة

من جهة ثانية، ذكر مصدر مطّلع في اللجنة العسكرية المشتركة لـ"العربي" أنّ اللجنة اتفقت على البدء في حصر أعداد المرتزقة الأجانب تمهيدًا لخروجهم من ليبيا بإشراف فريق من المراقبين الدوليين.

وأكد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ التوافق يشمل أيضًا، إبعاد كافة المرتزقة الأجانب من سرت والجفرة تمهيدًا لفتح الطريق الساحلي خلال شهر مارس/ آذار الجاري، يضاف إلى ذلك تشكيل لجنة مشتركة لتأمين الطريق الساحلي الرابط بين الغرب والشرق.

خطوة إيجابية وممتازة كان ينتظرها الليبيون

ويعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة أن الليبيين كانوا يتطلعون لتوحيد دولتهم بعد انقسام وحروب دخلت فيها البلاد منذ العام 2014، بعد ماراثون من الحوارات من تونس إلى جنيف وانتهت بتسليم واستلام السلطة من حكومة الوفاق.

ويشير بن شرادة، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ ما حصل يُعَدّ "خطوة ممتازة وإيجابية كان الليبيون ينتظرونها طيلة الفترات السابقة".

لكنّه يرى أنّ ما حدث لا يخلو من الجانب المظلم الذي لحق بالمواطن طيلة السنوات المنصرمة، مشدّدًا على أنّ الحكومة لم تكن حكومة للشعب الليبي بل أرهقت الشعب الذي وصل لمراحل لم يصلها منذ تاريخ نشأة الدولة الليبية الحديثة.

ويؤكد أن الحكومة تنتظرها عدة تحديات أبرزها إخراج جميع المرتزقة من تراب الوطن كاملًا، إضافة إلى الملف الصحي والمواجهة الحقيقية لجائحة كورونا، وتوفير اللقاح، وكذلك تأمين الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن الليبي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close