حمّل وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة، المسؤولية في التسبب بحادثة وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتهام هو الأول منذ تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقل رئيسي وعددًا من المسؤولين، بينهم وزير الخارجية.
وجاء اتهام ظريف لكون الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران، يمنعها من استيراد الطائرات، وقطع الغيار والصيانة، ومن بينها المروحية أميركية الصنع التي كان يستقلها رئيسي، وهي من طراز بيل-212.
و"بيل-212"، هي مروحية أميركية الصنع، وتعمل بمحركين، وتتسع لـ14 شخصًا، إذ تصل سرعتها إلى 190 كلم، فيما يبلغ سقف الطيران فيها 17 ألف قدم، ويبلغ طولها 17 مترًا، فيما يبلغ ارتفاعها 3 أمتار، وتزن حوالي 5 أطنان.
العقوبات الأميركية على إيران
وقال ظريف في مقابلة تلفزيونية: إن "أحد الجناة الرئيسيين في حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني هو الولايات المتحدة الأميركية، التي حظرت بيع الطائرات وقطعها إلى إيران على الرغم من أمر محكمة العدل الدولية، ولم تسمح لإيران باستخدام منشآتها للطيران الجيد".
والإثنين، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما في حادث تحطم مروحية، الأحد، في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، خلال طريق عودتهما من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان، الأحد، بمشاركة الرئيس إلهام علييف.
وكشف موقع تحطم المروحية، طائرة مسيرة تركية من طراز "أكينجي" شاركت في أعمال البحث عن موقع تحطم المروحية بناء على طلب إيراني من السلطات التركية، واستطاعت فرق الإنقاذ الوصول إلى حطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة.
وسلطت حادثة مروحية الرئيس الإيراني الضوء على تكرار سلسلة الحوادث، التي تعرض لها المسؤولون السياسيون والعسكريون في إيران، خلال العقود الماضية.
فخلال العقد الأخير، شهد قطاع النقل الجوي في إيران حوادث عدة، حيث تجمع الأوساط إيرانية على أن العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع النقل الجوي تشكل العامل الرئيس في تكرار هذه الحوادث.
فقد تسببت العقوبات المفروضة على إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979 من قبل الولايات المتحدة في منع شراء قطع الغيار الأساسية للطائرات، ونتيجة لذلك، يمتلك الأسطول الجوي الإيراني نحو 300 طائرة، نصفها تقريبًا معطلة بسبب نقص قطع الغيار والصيانة.
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تعتمد الخطوط الجوية الإيرانية بشكل كبير على طائرات قديمة مثل فوكر 100 وبوينغ MD، مما يزيد من تكلفة الصيانة والوقود.
أهم حوادث الطيران في إيران
في مارس/ آذار من عام 2021، شهدت إيران سقوط مروحية كانت تقل وزير الرياضة آنذاك، حميد سجادي، ومرافقيه، أثناء هبوطها في المجمع الرياضي بمدينة بافت في محافظة فارس، وحينها تُوفي مساعد وزير الرياضة السابق، إسماعيل أحمدي.
وعام 2005، قضى قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، أحمد كاظمي، مع عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، في حادث تحطم طائرة من طراز داسو فالكون 20، بالقرب من أورمية.
وفي 27 مايو/ أيار 2001، تحطمت طائرة "ياك 40" التابعة لشركة "فراز قشم" الجوية، والتي كانت تقل وزير الطرق والنقل، رحمن دادمان، في محافظة مازندران شمال إيران، وأدى هذا الحادث إلى مقتل عدد من نواب البرلمان، ومساعدي بعض الوزراء، وعدد من مسؤولي هيئة الطيران المدني.
وفي عام 1994، قضى قائد القوات الجوية، منصور ستاري، مع كبار ضباط القوات الجوية في حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار بهشتي الدولي في أصفهان.
وفي عام 1981، تحطمت طائرة "هرقل سي-130" تابعة لسلاح الجو الإيراني بالقرب من طهران، ولم ينج سوى 19 من ركابها البالغ عددهم 77 راكبًا.