برز اسم حسين أمير عبد اللهيان الذي تربّع على عرش الدبلوماسية في بلاده، على امتداد عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، قبل أن يرحل معه في حادث تحطم طائرته المأساوي.
فقد أعلنت إيران اليوم الإثنين، وفاة رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان وسبعة آخرين في حادث تحطّم مروحية في منطقة جبلية وعرة في أذربيجان الشرقية.
وأظهرت مشاهد التُقطت من داخل مروحية رئيسي، وجود عبد اللهيان إلى جانب الرئيس الإيراني.
من هو حسين أمير عبد اللهيان؟
برز اسم حسين أمير عبد اللهيان في المشهد الإيراني منذ تربّعه على عرش الدبلوماسية في بلاده، باختياره وزيرًا للخارجية عام 2021.
وحسين أمير عبد اللهيان هو الدبلوماسي المنتمي للمدرسة المحافظة في إيران. وُلد عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان. ونشأ في أسرة محافظة. حصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية مع درجة الامتياز.
وبعد تخرّجه، تمّ تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة بلاده لدى بغداد ليتولّى منصب نائب السفير في الفترة الممتدة بين عامَي 1997 و2001.
بعدها عاد إلى طهران، وتولّى مناصب عدة في وزارة الخارجية الإيرانية، بينها منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية طوال 3 أعوام، ثم وكيلًا للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006، ومديرًا عامًا لشؤون الخليج والشرق الأوسط عام 2010، ومساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية عام 2011، قبل أن يُعيّن وزيرًا للخارجية عام 2021 في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي.
وعند تعيينه وزيرًا للخارجية، كتب عبد اللهيان في تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس": "عقدت العزم على متابعة سياسة خارجية متوازنة وفاعلة وذكية تعتمد على مبادئ العزة والحكمة والمصلحة. الأولوية لجيراننا والقارة الآسيوية".
حظي حسين أمير عبد اللهيان بثقة البرلمان الإيراني. كما عُرف بقربه من المرشد الأعلى علي خامنئي.
"سليماني الدبلوماسية"
إلى ذلك، وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية حسين أمير عبد اللهيان بأنّه "سليماني الدبلوماسية"، في إشارة إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل في غارة أميركية بطائرة من دون طيّار في يناير/ كانون الثاني 2020.
ويُعتبر عبد اللهيان قائد الدبلوماسية الإيرانية في محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي، بعد انسحاب واشنطن، ومباحثات "4+1".
ترأّس وفد بلاده فيما عُرفت بالمفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين، التي انتهت أوائل أغسطس/ آب عام 2023، والتي أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى طهران، في مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المُجمّدة في كوريا الجنوبية.
كما لعب دورًا أساسيًا في تعزيز توجيه البوصلة الإيرانية صوب محيطها الشرقي، إذ أبرمت طهران عدة اتفاقيات إستراتيجية مهمة جدًا، شملت كلًا من الصين وروسيا.
