أعلنت نيكاراغوا أمس الخميس، قطع علاقاتها الدبلوماسية القائمة منذ وقت طويل مع تايوان، وحولت ولاءها إلى بكين في اعتراف بسياسة صين واحدة التي يتبناها الحزب الشيوعي الصيني، فيما تعتبر بكين أن تايبيه جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وفي بيان صدر بالإسبانية والإنكليزية، قالت وزارة الخارجية في نيكاراغوا: "تقطع حكومة جمهورية نيكاراغوا اليوم العلاقات الدبلوماسية مع تايوان وتوقف أي اتصال أو علاقة رسمية".
وأضافت: "جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين كلها وتايوان جزء ثابت من الأراضي الصينية".
The Nicaraguan government has severed diplomatic relations with Taiwan? The Foreign Minister said in a statement that “The Government of the Republic of Nicaragua declares that it recognizes that there is only one China in the world. pic.twitter.com/62uhVINzPV
— Brijesh Singh (@Brijeshbsingh) December 10, 2021
بدورها، ردت تايوان على الفور معربة عن "أسفها" للقرار، قائلة: إن رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا تجاهل الصداقة بين شعبه والشعب التايواني.
وأشارت رئيسة تايوان تساي إينغ وين في تصريح للصحافيين، إلى أنه مهما كانت الضغوط، فإنها لن تغير تصميم تايوان على إرساء الديمقراطية والحرية و"السير نحو العالم"، مضيفة: "كلما ازداد نجاح ديمقراطية تايوان، زادت قوة الدعم الدولي، وزادت ضغوط المعسكر الاستبدادي".
أما وزارة الخارجية التايوانية، فقالت: "باعتبارها عضوًا في المجتمع الدولي، فإن لتايوان الحق في إقامة وتطوير علاقات دبلوماسية مع دول أخرى".
من جهته، هنأ تشانغ جيون سفير الصين بالأمم المتحدة نيكاراغوا، وقال في تغريدة: "نشيد كثيرًا بالقرار السليم الذي اتخذته حكومة نيكاراغوا والذي يتماشى مع الاتجاه السائد حاليًا وتطلع الشعب".
وتترك خطوة نيكارغوا هذه لتايوان 14 حليفًا دبلوماسيًا رسميًا فقط، معظمهم في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إضافة إلى القليل جدًا من الدول الصغيرة.
واشنطن تندد
في السياق نفسه، انتقدت الولايات المتحدة التي جددت مؤخرًا التزامها بالدفاع عن تايوان، خطوة نيكاراغوا.
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن قرار نيكاراغوا لا يعكس إرادة شعبها، لأن حكومتها ليست منتخبة انتخابًا حرًا.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس: "نشجع كل الدول التي تقدر المؤسسات الديمقراطية والشفافية وحكم القانون وتدعم الازدهار الاقتصادي لمواطنيها على زيادة التعامل مع تايوان".
ويأتي هذا القرار المفاجئ في وقت شدّدت فيه الولايات المتحدة عقوباتها على رئيس نيكاراغوا إثر الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، وفاز فيها أورتيغا بولاية رابعة على التوالي، بعد أن اعتقل جميع منافسيه.
ومنذ عام 2016، تدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه حين فازت في الانتخابات الرئاسية في الجزيرة تساي إنيغ ون، التي تنتمي إلى حزب يؤيّد استقلال الجزيرة.
ومنذ ذلك الحين، انتزعت بكين من تايبيه الاعتراف الدبلوماسي من قبل 8 دول، نصفها في أميركا اللاتينية هي بنما والسلفادور وجمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا.
ولم يعد لتايوان في أميركا الوسطى سوى ثلاث دول تعترف بها هي هندوراس وغواتيمالا وبيليز.