باتت المستشفيات في لبنان تفرض على المرضى دفع مبلغ من المال بالدولار قبل الدخول، وتسديد مبلغ آخر قبل انتهاء العلاج، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى اللجوء إلى الجمعيات المحلية لتلقي المساعدة.
تؤكد لارا الرفاعي، وهي مؤسسة إحدى جمعيات الإغاثة، أنه لا إمكانية لتغطية كل الحالات، فيما نتكاتف في تأمين المساعدة لبعضها.
أمل التي دفعت "أياد بيضاء" كلفة علاجها بعدما رفض المستشفى إخضاعها للعلاج إلا بعد تأمين مبلغ من المال بالدولار، لم تكن قادرة على تأمينه لولا مساعدة الآخرين، تقول إنها أجلت بداية موعد الخضوع للعملية بسبب المال.
تأمّن المبلغ بمساهمة من الأيادي البيضاء فدخلت إلى المستشفى، لكن عليها دفع مبلغ آخر، وفق ما تشير.
والسيدة إن تلقت العلاج، فإن آخرين ينتظرون المساعدات بدورهم لدخول المستشفى. كما يلجأ البعض إلى الاستدانة.
"فروقات باهظة"
يأتي ذلك فيما ترفض المستشفيات في لبنان استيفاء تكلفة العلاج ومستحقات الأطباء مباشرة من الجهات الضامنة رسميًا كانت أم خاصة.
تقول نقابة المستشفيات إن البدلات المحدّدة من هذه الجهات ما تزال أدنى بكثير مما يستوفى من شركات المستلزمات الطبية.
المرضى في #لبنان يلجؤون إلى الاستدانة أو طلب المساعدة لدفع مصاريف العلاج في المستشفيات#شبابيك تقرير: جويس الحاج خوري pic.twitter.com/6xfW1lzKzW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 14, 2023
ويتحدث نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، عن فروقات باهظة، مذكّرًا بأن "الجهات الضامنة الرسمية لم ترفع التعرفات بما يوازي ارتفاع سعر الدولار".
وبين مستشفيات باتت مهددة بالإقفال بسبب الأزمة المالية، ومرضى يقولون إن حياتهم تتوقف على توفير حزمة من المال للمستشفيات، تقف الجهات الرسمية المعنية مكتوفة الأيدي.
كما يقع المريض بين فكّي كماشة، حيث لا قدرة للضمان الاجتماعي على رفع تكلفة العلاج ولا سلطة لأي جهة رسمية على شركات الضمان الخاصة.
"وضع استشفائي خطير جدًا"
ويحذر رئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبد الله، من أن لبنان في وضع استشفائي وصحي خطير جدًا، لافتًا إلى ضآلة المساعدات الخارجية.
ويتحدث في مداخلة عبر "العربي" من بيروت، عن أزمة عضوية تطال كل القطاعات، بما في ذلك القطاع الاستشفائي الذي يُعد الأكثر حساسية.
عبد الله الذي يرى أن وضع الاستشفاء في المستشفيات الحكومية هو في تحسن دائم، لا سيما عقب الدعم الذي تلقته إبان جائحة كورونا، يقول إن وزير الصحة يحاول قدر الإمكان تأمين مستلزمات الصمود لهذه المستشفيات.
ويتوقف عند دعم المجتمع الأهلي للمستشفيات الحكومية، لافتًا إلى أن التكافل الاجتماعي الذي نراه في قرى ومدن لبنان يعوض عجز الدولة عن تقديم ما أمكن من مساعدات.