خاطر مهاجر مسلم يعيش في بريطانيا بحياته من أجل إنقاذ حياة سيدة وطفلة، بعد مهاجمتهما من قبل مجهول.
وتأتي هذه الحادثة، بعد أحداث العنف التي اجتاحت عدة مدن بريطانية عقب مقتل 3 فتيات في هجوم ساوثبورت، فيما تشهد البلاد تصاعدًا في خطاب الكراهية ضد المهاجرين، والمسلمين ونشر الإسلاموفوبيا.
وكانت كل هذه الأحداث الأحداث العنيفة من الاعتداء على ممتلكات الناس ومساجدهم بناء على شائعة لا أساس لها من الصحة أطلقها اليمين المتطرف، بأن قاتل الفتيات الثلاث مسلم، وهو ما كذبته جهات قضائية في بريطانيا بشكل رسمي.
مهاجر مسلم في لندن ينقذ طفلة ووالدتها من القتل
وبالأمس، شهدت العاصمة لندن محاولة مشابهة لما حدث قبل أسبوعين، لكن هذه المرة كان البطل الحقيقي مسلمًا، حيث تدخل لحماية سيدة وطفلة من محاولة قتل على يد شخص أبيض.
وخاطر المهاجر المسلم الذي يعمل حارسًا للأمن في مقهى بمنطقة ليستر سكوير بالعاصمة لندن بحياته لإنقاذ حياة فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا، وامرأة تبلغ 34 عامًا، بعد مهاجمتهما من قبل مجهول.
فالشاب الذي يدعى عبد الله ويبلغ 29 عامًا، تدخل لوقف المهاجم بمساعدة من زملائه، ثم قدم الإسعافات الأولية للطفلة قبل وصول الطواقم الطبية ورجال الأمن.
من جهتها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن "عبد الله سمع صراخًا فخرج من مكان عمله ورأى رجلًا يحمل سكينًا، قفز على المهاجم، أمسك بيده وألقاه على الأرض ثم ركل السكين بعيدًا عنه".
بدورها، ألقت الشرطة البريطانية القبض على مشتبه به واحتجزته، وقالت إن الضحيتين وأوضحتا بعدما نقلتا إلى المستشفى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الحادث مرتبط بالإرهاب.
من ناحيته، علق عبد الله على الحادثة، وقال: "لم أر شيئًا كهذا من قبل أن تفعل هذا لطفل. إنه أمر فظيع، وكان من واجبي أن أنقذهم".
أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي فتفاعلوا بشكل واسع مع الحادثة، إذ رأى كثيرون أن تصرف عبد الله البطولي يفند كل الادعاءات والإشاعات التي تثار ضد المسلمين.
وقال فرحان: "رؤية نموذج عبد الله أمر جيد. يحتاج الجميع إلى رؤية مهاجر ينقذ حياة شخصين اليوم! هذا بالفعل مهاجر!".
أما سيد آل حسنات فقال مخاطبًا عبد الله: "يحتاج اليمين المتطرف إلى التخلص من التطرف. أتمنى أن تكون بخير يا فتى. لقد قمت بعمل جيد".
من جهتها، علقت داني على الحادثة وقالت: "طعنة أخرى.. متى يدرك الناس أن العنصرية ليست هي المشكلة هنا، بل العنف ضد النساء والأطفال من قبل الذكور هو ما يجب حله. لا أعني كل الذكور، لكن النساء والأطفال ليسوا آمنين والأمر أصبح خارج نطاق السيطرة"، حسب تعبيرها.