شدد الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، على ضرورة عدم ربط مستقبل بلاده بنجاح أو فشل المحادثات النووية مع القوى العالمية، مشيرًا إلى أن محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي "تسير على ما يرام".
ونقلت هذه التصريحات وسائل إعلام رسمية إيرانية عن الخامنئي، وهو صاحب القول الفصل في كل شؤون الدولة بما فيها برنامج إيران النووي، التي أتت بعد نحو شهر من تعثر المحادثات غير المباشرة المستمرة منذ قرابة عام بين طهران وواشنطن.
إذ يتهم كل طرف الآخر بالافتقار إلى "الإرادة السياسية" اللازمة لتسوية القضايا العالقة.
تجري الأمور في المفاوضات النوويّة جيّداً، والوفد المفاوض يُطلع رئيس الجمهوريّة و«المجلس الأعلى للأمن القومي» والآخرين على المستجدّات، ويتّخذون القرارات ويتقدّمون إلى الأمام. وفدنا المفاوض قد صمد حتّى اللحظة أمام جشع الطرف المقابل وسوف يستمرّ في ذلك إن شاء الله. pic.twitter.com/d5vU0dHYqP
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) April 12, 2022
ونقل التلفزيون الحكومي عن خامنئي قوله أمام جمع يضم كبار المسؤولين: "لا تنتظروا المفاوضات النووية لوضع الخطط للبلاد وامضوا في ذلك قدمًا".
وفي تغريدة عبر تويتر، ذكر الخامنئي: "في قضيّة الاتّفاق النّووي، نكث الأميركيّون عهدهم. وقد علِقوا الآن في نكثهم هذا العهد، وهم بالمناسبة من وصلوا إلى طريق مسدود وليس نحن".
ولفت إلى أن على مسؤولي البلاد ألا ينتظروا المفاوضات النوويّة خلال وضعهم خطط الأعمال، "وليدفعوا بأعمالهم نحو الأمام لا تتركوها تتعطل سواء وصلت المفاوضات إلى نتائج إيجابية أو شبه إيجابية أو سلبية".
في قضيّة #الاتّفاق_النّووي، نكث الأمريكيّون عهدهم. وقد علِقوا الآن في نكثهم هذا العهد، وهم بالمناسبة من وصلوا إلى طريق مسدود وليس نحن.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) April 12, 2022
مفاوضات متأرجحة
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد سحب بلاده من الاتفاق النووي عام 2018، وأعاد فرض العقوبات التي تصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وبعد ذلك بعام، شرعت إيران في انتهاك القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق المبرم في 2015، ويهدف الاتفاق لجعل مسألة تطوير قنبلة نووية أكثر صعوبة بالنسبة لإيران التي تقول إن برنامجها مخصص للاستخدام السلمي فحسب.
يذكر أن اتفاق 2015 وقعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
فيما أجرت إيران مفاوضات في فيينا مع الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا (4+1)، لإحياء الاتفاق النووي، حيث شاركت الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر من خلال الاتحاد الأوروبي الذي يضطلع بدور المنسق.
ومنذ نحو 11 شهرًا، تخوض إيران والدول المعنية مفاوضات بدت تحرز تقدّمًا في الأسابيع الأخيرة، وقد ذهب بعض المفاوضين إلى حد الإعلان عن اتفاق وشيك.
خطوط إيران الحمراء
لكن لا يزال هناك خلافات بعد أكثر من شهر على توقف المحادثات، خصوصًا بسبب مسألة شطب الحرس الثوري الإيراني من اللائحة الأميركية السوداء "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" التي أُدرج عليها في عهد ترمب.
كذلك تصرّ إيران خلال المباحثات على ضرورة "العمل على الإفراج عن الأصول الإيرانية بمنأى عمّا تتمخض عنه المباحثات في فيينا".
كما كانت إيران قد عبّرت أمس الإثنين، عن شكوكها في "إرادة" الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده للصحافة: "لا نعرف فعلًا ما إذا كنّا سنتوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة التي لم تُظهر إرادة حقيقة في ذلك".