بالتزامن مع انطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرت حسابات تروج للرواية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا ينقل تصريحًا منسوبًا لقائد حركة حماس، يحيى السنوار، يقول فيه: "أطالب بضمانات إسرائيلية بعدم اغتيالي كجزء من صفقة وقف إطلاق النار في غزة".
كما وضعت بعض الحسابات صورة لتقرير في صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية كدليل على صحة الخبر.
خبر مصدره إعلام إسرائيلي
وبالبحث والتحقيق تبين أن هذا الخبر زائف، ومصدره الأصلي أو المصدر الوحيد الذي نشره، هو الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقد نقلت وسائل إعلام عربية وأجنبية الخبر عن الصحيفة الإسرائيلية وأشارت إلى ذلك وهو ما لم تفعله الحسابات التي نشرت الخبر المضلل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولًا مصريًا (لم يُذكر اسمه) قال في حوار مع مسؤولين أميركيين (لم تُذكر أسماؤهم) إن هناك شرطًا حاسمًا لا بد من تلبيته للتوصل إلى الاتفاق وعودة الرهائن. وهو إصرار السنوار على الحصول على ضمانات لسلامته، بما في ذلك امتناع إسرائيل عن اغتياله بعد الاتفاق.
وسائل إعلام أميركية تناولت خبر السنوار
لكن وسائل إعلام أميركية، من بينها صحيفة "نيويورك بوست" وقناة "فوكس نيوز"، طوّرت الخبر قليلًا أو ترجمته بتصرف فقالت: "صرح مصدر مصري ليديعوت أحرونوت أن السنوار يطالب بضمانات لسلامته".
بدورها، أضافت "نيويورك بوست" البهارات والمحسنات (الدعائية) فاختارت عنوانًا مثيرًا هو: "لا تقتلني" وبدأت مقالها بجملة: "وفقًا لتقرير جديد، فإن زعيم حماس والعقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر يحيى السنوار، (الذي ادعى سابقًا أنه سيكون شرفًا له أن يموت في قتال إسرائيل)، جعل بقاءه شرطًا لأي وقف لإطلاق النار في غزة".
لكن الخبر الصحيح هو أن حركة حماس أكدت في 24 أغسطس/ آب الجاري، التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وذلك قبيل توجه وفدها إلى القاهرة.