تحدث الجيش الأوكراني اليوم الجمعة عن "قتال عنيف" على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تحتلّها القوات الروسية منذ أشهر، فيما أعلنت موسكو أن قواتها تكبد الجنود الأوكرانيين خسائر كبيرة.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني على شبكات التواصل الاجتماعي: "إن القتال العنيف مستمر" في هذه المنطقة، حيث تسعى القوات الروسية للحصول على موطئ قدم.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت أوكرانيا سيطرتها على مواقع على ضفة نهر دنيبرو المحتلّة في منطقة خيرسون (جنوب)، في أول نجاح بارز لعملياتها العسكرية بعد أشهر من بدء الهجوم المضاد الأوكراني الذي واجه صعوبات كثيرة.
وقالت هيئة الأركان العامة: "نجحت الوحدات الأوكرانية في طرد الروس من مواقعهم على الضفّة اليسرى للنهر"، مشيرة إلى وجود "خطّ طويل من التحصينات... والمقاومة القوية للعدو".
وأضافت هيئة الأركان أنّ "عمليات التخريب والدهم والاستطلاع مستمرّة".
مواجهات على نهر دنيبرو
ويتمثل الهدف من هذه العمليات في "دفع العدو إلى أبعد ما يمكن" من النهر، لمنعه من قصف مدينة خيرسون وبلدات أخرى على الضفة اليمنى التي تسيطر عليها قوات كييف، حسب وكالة فرانس برس.
وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، هذا الأسبوع: إن القوات الأوكرانية كانت تعمل على "تجريد شبه جزيرة القرم من السلاح"، مضيفًا أنها قطعت 70% من المسافة.
ووفقًا لمدونين عسكريين الأوكرانيين، عبرت القوات الأوكرانية نهر دنيبرو في مجموعات صغيرة في الصيف في مسعى لوضع موطئ قدم حول جسر للسكك الحديدية بالقرب من مدينة خيرسون، ثم سعت إلى توسيع نطاق وجودها في القرى المجاورة على الضفة الشرقية.
وأفاد الجيش الأوكراني في تقريره اليومي أن القتال احتدم على طول خط المواجهة بأكمله من الجنوب إلى الشرق، وأبلغ عن حدوث 72 اشتباكًا قتاليًا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف أن أعنف المعارك دارت حول أفدييفكا ومارينكا وباخموت في منطقة دونيتسك الشرقية.
روسيا "تكبد" الأوكرانيين خسائر كبيرة
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن قواتها تكبد الجنود الأوكرانيين خسائر كبيرة عند نهر دنيبرو، بعدما أكدت كييف بأنها باتت حاضرة في الضفة الشرقية للنهر الخاضعة للسيطرة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "العدو على الضفة اليمينية (غرب) لنهر دنيبرو وخلال محاولات النزول على الجزر، خسروا أكثر من 460 جنديًا بين قتلى وجرحى ودبابتين و17 مركبة".
إلى ذلك، ذكر مسؤولون أوكرانيون أن قصفًا روسيًا أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 12 شخصًا أمس الخميس، في أماكن متفرقة بمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا.
وأفاد أولكسندر بروكودين حاكم المنطقة بأن امرأة تبلغ 75 عامًا قُتلت خلال المساء في سكنها ببلدة خيرسون، وهي أكبر مدينة في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، في ظل قصف القوات الروسية من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو الذي تحتله موسكو إلى حد كبير.
وكان بروكودين قد ذكر في وقت سابق الخميس أن هجومًا وقع على بلدة بيلوزيركا على الضفة الغربية من نهر دنيبرو. وعُثر على جثة رجل تحت الأنقاض ويتلقى رجل وثلاث نساء الرعاية الطبية في المستشفى.
وذكر بروكودين على تلغرام "دُمر أيضًا أحد المرافق الحيوية للبنية التحتية. انقطعت الكهرباء الآن عن بيلوزيركا والبلدات المحيطة".
وأضاف أن متجر بقالة ومنازل لحقت بها أضرار أيضًا. وأظهرت صور شاركها بروكودين للموقع مبنى من طابق واحد نوافذه مهشمة وجدران لحقت بها أضرار، بالإضافة إلى عدة سيارات مغطاة بآثار القصف.
