الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

خطاب الأمين العام لحزب الله.. بين استعراض القوة ورسائل التهدئة

خطاب الأمين العام لحزب الله.. بين استعراض القوة ورسائل التهدئة

شارك القصة

جاء كلام نصرالله بعد أيام من أسوأ أعمال عنف تشهدها بيروت منذ أكثر من عشر سنوات أدت إلى مقتل 7 أشخاص وجرح آخرين في ظل تحذيرات من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية جديدة.

حمل خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الإثنين العديد من الرسائل التي بدا أن معظمها موجه إلى المسيحيين وحزب القوات اللبنانية وزعيمها سمير جعجع على نحو خاص.

إلا أن ما علق في أذهان اللبنانيين في الخطاب هو حديث نصر الله عن جهوزية 100 ألف مقاتل لدى حزب الله، علمًا أن نصر الله اتهم حزب القوات بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية.

وجاء كلام نصرالله بعد أيام من أسوأ أعمال عنف تشهدها بيروت منذ أكثر من عشر سنوات، حيث قُتل سبعة أشخاص يوم الخميس مع نشوب معركة بالأسلحة بينما كان محتجون من حزب الله وحركة أمل في طريقهم للمشاركة في مظاهرة ضد المحقق الرئيس في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

وجدد نصرالله الذي اتهم البيطار قبل أسبوع بـ"تسييس" التحقيق، الإشارة الى "استنسابية" و"استهداف سياسي لفرقاء، لحلفائنا وأصدقائنا" من خلال الادعاء على مسؤولين دون سواهم.

"خطاب ردعي"

الكاتب والباحث السياسي حسن شقير لفت إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها نصرالله عن أعداد مقاتليه، معتبرًا أن خطاب الأمين العام لحزب الله "كان ردعيًا لتحذير من يخططون في السر والعلن".

وقال شقير في حديث إلى "العربي" من بيروت: إن "الكثير من المعلومات التي وصلت إلى حزب الله حول كلام حزب القوات عن 15 ألف مقاتل وعن نية في تشكيل جبهة معارضة لحزب الله تضمه إلى قوى معارضة أخرى للحزب".

واعتبر أن القوت اللبنانية تبنت بشكل أو بآخر ما حصل في بيروت، مشددًا على أن لا شيء يجيز القتل وعمليات القنص التي جرت في الأحداث الأخيرة.

شقير الذي رأى أن نصرالله حريص على وحدة الدولة والجغرافيا اللبنانية وعلى بقاء هيكل الدولة، قال: "حزب القوات على رأس الأفرقاء الذين تبنوا ويتبنون المشاريع التقسيمية".

"كلام تبريري"

الوزير الأسبق ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات ريشار قيومجيان رأى أن كل ما قاله الأمين العام لحزب الله كلام تبريري، معتبرًا أنه كان يبرر فشل حملة امتدت لأربعة أشهر لوقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

ونفى قيومجيان في حديث إلى "العربي" من بيروت أن يكون لحزب القوات 15 ألف مقاتل أو السعي لمشاريع تقسيمية، لافتًا إلى أن حزب القوات سلم سلاحه منذ انتهاء الحرب الأهلية ولا يسعى إلى نشوب أي حرب جديدة.

واتهم قيومجيان حزب الله بـ"تقويض" الدولة اللبنانية وبجر اللبنانيين إلى حروب لا دخل لهم فيها، وبالتسبب بقطع دول خليجية علاقاتها بلبنان.

وشدد على أن رهان القوات هو على الجيش اللبناني. وحول أحداث بيروت الأخيرة قال قيومجيان: "مجموعات من الطرف الآخر كانت تتجه نحو قصر العدل إلا أن قسمًا مسلحًا منها دخل إلى أحياء داخلية".

"خطابان متقابلان يفيدان حزب الله والقوات"

من جهته، أكد الكاتب الصحافي ابراهيم حيدر أن خطاب نصرالله تضمن كلامًا بسقف مرتفع، لافتًا إلى أن الأمين العام لحزب الله حدد للمرة الأولى أرقامًا لأعداد مقاتليه.

ورأى في حديث إلى "العربي" من بيروت أن الخطاب يحمل أوجهًا عدة، حيث أن الكلام تضمن تهديدًا في جانب منه، ورسائل ليس فقط للقوات اللبنانية بل إلى أطراف عديدة يتهمها حزب الله بتنفيذ أجندة أميركية.

وقال إن المشكلة التي يواجهها اليوم تتلخص بالحملات المتبادلة، مشددًا على أن الاصطفاف الناتج عنها سياسيًا ومذهبيًا وطائفيًا يؤدي إلى مزيد من انزلاق البلد نحو حروب أهلية.

ولفت إلى أن الخطابين المتقابلين بين حزب القوات وحزب الله يفيدان بعضهما، عن طريق شد عصب جمهورهما قبل الانتخابات.

وقال: "لا يمكن أن نقرأ في خطاب نصرالله بأنه تهديد للمسيحيين عمومًا بل يبدو أنه موجه بشكل رئيس إلى القوات إضافة إلى رسائل باتجاه ملفات أخرى كالتحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close