تتصاعد وتيرة الحرب على الجبهة العسكرية في لبنان مع إعلان الجيش الإسرائيلي مرحلة ثانية لتوغله البري في الجنوب، فيما تؤكد تصريحات حزب الله استعداده لخوض حرب استنزاف طويلة.
وقد أفادت مصادر التلفزيون العربي، بأن الجانب الأميركي سلّم لبنان في الساعات الماضية مقترحًا لوقف إطلاق النار هو الآن في مرحلة الدراسة قبل الرد عليه.
ولم تمنع دراسة المقترح الأميركي من قبل الجانب اللبناني، التأكيد على التمسك بثوابته المتعلقة بالسيادة الوطنية، ووقف العدوان والالتزام بالقرار 1701 بدون إجراء أي تعديل عليه.
والقرار رقم 1701 صدر عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس / آب 2006، عقب حرب إسرائيلية على لبنان استمرت 33 يومًا.
ويدعو القرار إلى وقف كامل للعمليات القتالية، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل الأممية.
ماذا يتضمن المقترح الأميركي المتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان؟
أشارت مصادر التلفزيون العربي، إلى أن المقترح الأميركي يتضمن بنودًا لا يوافق عليها لبنان، لعل أبرزها السماح بحرية العمل العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية بعد التوقيع على الاتفاق.
أما فيما يتعلق بالدول التي ستراقب وقف إطلاق النار، فيبدو أن هناك جدلًا بشأن مطالبات إسرائيلية بأن تكون ألمانيا من بين هذه الدول المراقبة، وهو الأمر الذي يرفضه حزب الله رفضًا قاطعًا.
ورغم التسريبات الإسرائيلية بشأن قرب التوصل إلى تسوية، فإن الأخبار القادمة من لبنان تشير إلى أن الوساطة الأميركية لم تحرز حتى الآن أي تقدم على صعيد وقف إطلاق النار، وفق المصادر.
بدورها، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" بعض بنود المقترح الأميركي الذي تضمن انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وتدمير الجيش اللبناني للبنية التحتية للحزب، في مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي نحو الخط الأزرق خلال 60 يومًا.
"بعيدة عن الدبلوماسية"
في هذا الإطار، يتوقف مسؤول القسم السياسي في جريدة المدن منير الربيع، عند "نقطتين شائكتين" في مقترح وقف إطلاق النار، الأولى تتعلق بحرية الحركة الإسرائيلية على اعتبار أنها تعد اختراقًا للقرار 1701، والنقطة الثانية فرض رقابة بحرية وبرية وجوية على كل الراضي اللبنانية وهو ما تعتبره بيروت خرقًا للسيادة.
وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، أوضح الربيع أن الصيغة التي تم تسيلم جزء منها لا تزال خاضعة للنقاش.
وفيما تساءل ما إذا كان الإسرائيليون جاهزين لوقف إطلاق النار، أشار الربيع إلى أن تل أبيب تحاول فرض شروط مرتفعة السقف، لا سيما في ما يرتبط بالاتفاق الجانبي مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي تتمسك فيه إسرائيل، ويتعلق بحرية الحركة والعمل العسكري وقطع خطوط الإمداد من سوريا إلى لبنان.
ولفت إلى أن هذه الشروط بالمعنى الواقعي، بعيدة عن الدبلوماسية، ولا يمكن أن يقبل بها حزب الله.
وبشأن رفض الحزب أن تكون ألمانيا من الدول المراقبة لتطبيق الاتفاق، قال الربيع إن هذا الموقف نتيجة لموقف وزيرة الخارجية الألمانية سابقًا وبعض التحركات الأمنية التي قام بها الألمان من إسقاط مسيّرة لحزب الله، وتحميل برلين مسؤولية إنزال البترون واختطاف عماد أمهز.