وجدت دراسة حديثة أن إجراء المكالمات الهاتفية قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووجدت الدراسة التي نُشرت في المجلة الكندية لأمراض القلب، أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الفرد في إجراء المكالمات الهاتفية، زاد خطر تعرضه لحدث في القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية أو قصور القلب.
ووفقًا للورقة البحثية التي كشف موقع "ميديكال نيوز توداي" تفاصيلها، فإن النوم وضيق التنفس والعصابية هي محركات مهمة لعلاقة استخدام الهاتف المحمول وخطر الإصابة بأمراض القلب.
دراسة تشمل نصف مليون مشارك
وفي التفاصيل، أخذ الباحثون بيانات من 444027 مشاركًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وتضمنت هذه البيانات تفاصيل أبلغ عنها المشاركون شخصيًا بشأن الوقت الذي قضوه في إجراء المكالمات على الهواتف المحمولة.
وعرّف العلماء الاستخدام "العادي" للهاتف بأنه إجراء مكالمة واحدة على الأقل في الأسبوع. ويندرج أكثر من 85% من المشاركين في هذا التصنيف، وتم تعريف الباقي على أنهم مستخدمون غير منتظمين.
وباستخدام سجلات المستشفى، تتبع العلماء الظروف الصحية للمشاركين ووفياتهم على مدى متوسط 12.3 أعوام من المتابعة.
كما قام الباحثون بدمج حالات السكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية والرجفان الأذيني وفشل القلب لإعطاء نتيجة مركبة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
عوامل تفسر العلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة والمرض
وبعد التحكم في عوامل مختلفة، وجدوا أنه مقارنة بمستخدمي الهواتف المحمولة غير المنتظمين، كان لدى المستخدمين المنتظمين زيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المركبة، بنسبة 4%.
ومع ذلك، كلما قضى الأشخاص وقتًا أطول في المكالمات الهاتفية، أصبح هذا الخطر أكبر، حيث يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة قد تصل إلى 21% لمن يستخدمون الهاتف المحمول لأكثر من 6 ساعات في اليوم.
ووفقًا للورقة البحثية، فهناك ثلاثة عوامل تلعب دورًا هامًا في العلاقة بين استخدام الهاتف الخليوي وأمراض القلب والأوعية الدموية وهي ضيق التنفس بنسبة 11.5% وجودة النوم بنسبة 5.1% والعصابية بنسبة 2.3%.
وبحسب "ميديكال نيوز توداي"، يوضح الدكتور شيانهوي تشين، أحد مؤلفي الدراسة أن نمط النوم السيئ وضعف الصحة العقلية يؤثران سلبًا على تطور أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، واضطراب الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، وزيادة الالتهاب".
ومن المثير للاهتمام أن العلماء وجدوا أيضًا أن العلاقة بين استخدام الهاتف وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانت أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يدخنون والذين يعانون من مرض السكري.
وهذه ليست الدراسة الأولى التي تنظر في الآثار الصحية المحتملة لاستخدام الهواتف الذكية. فعلى سبيل المثال، كانت هناك مخاوف واسعة النطاق من أن استخدام الهاتف المحمول قد يسبب سرطان الدماغ، وقد رفضت مراجعة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية لـ 63 دراسة هذا الارتباط.