أفاد موفد "العربي" بأن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن رئيس "الشاباك" في تسجيل صوتي بأن المجلس الوزاري أعطى تعليمات باغتيال قادة حركة حماس في الضفة وغزة وأيضًا في الخارج في تركيا وقطر.
ويأتي التسجيل بعدما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الجيش "انتقل إلى المرحلة الثانية من العمليات البرية في غزة"، مشيرًا إلى أن "حرب إسرائيل مع حماس شاملة، وهدد بـ"اغتيال سياسيي الحركة أيضًا".
مخططات إسرائيلية لاغتيال قادة حماس
وحسب موفد "العربي" من القدس المحتلة، عدنان جان، فقد أكد "الشاباك" في التسجيل الصوتي بأنهم سوف يعملون على اغتيال قيادات حماس سواء في الداخل أو في الخارج، موضحًا أن هناك تأكيدات من قبل الجانب الإسرائيلي ببدء عمليات الاغتيال.
وقال: إن هذا يأتي "بعد الإعلان الرسمي قبل نحو أسبوعين من الآن من قبل رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، والذي قال بأنه أعطى تعليماته باغتيال قادة حماس سواء في الداخل أو في الخارج".
وأضاف أن غالانت كان قد ذكر حينها بالاسم كلًا من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقال إن إسرائيل سوف تعمل على اغتيالهما.
وأوضح موفدنا أنه خلال المرحلة المقبلة ستعمل إسرائيل على توسيع عملياتها أيضًا في الخارج، وبالتحديد في الدول التي يوجد فيها قادة حماس.
كما يضع الاحتلال الإسرائيلي ضمن قائمة الاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.
وحول التطورات الميدانية أشار موفد "العربي" إلى أن الجيش الإسرائيلي قال إنه يستعد لاجتياح حي الشجاعية ومخيم جباليا، وذلك بعد أسابيع طويلة من المعارك الضارية التي خاضها الجيش في المناطق الشمالية.
ولفت إلى أن حدة هذه المعارك والتهديدات تأتي بالتزامن مع المطالب الأميركية للجانب الإسرائيلي بأنه يتوجب عليه عدم تكرار السيناريو الذي حصل في شمال قطاع غزة في جنوبه.
وأردف أن القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي بأن الولايات المتحدة طلبت من الجانب الإسرائيلي توخي الحذر بعدم تكرار ما حدث في شمال قطاع غزة وتكراره في الجنوب، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي، بحسب القناة، قال إنه غيّر من خططه العملياتية والعسكرية بناء على الطلب الأميركي.
هل تنجح المرحلة الثانية من التوغل الإسرائيلي في غزة؟
وبشأن تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين وحديثهم عن مرحلة ثانية حسموا فيها الجدل فيما يخص التوغل جنوبًا، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي واصف عريقات، أنه لم يكن هناك مرحلة أولى ناجحة ليتم الحديث عن مرحلة أخرى.
وأشار في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن الصحف الإسرائيلية كذبت الوزيران بيني غانتس وغالانت وكذبت كل المسؤولين الإسرائيليين، حينما قالت إن غزة وغربها تحديًا التي أعلن أنه أنهى المرحلة الأولى ما زالت تقاتل وما زالت المقاومة موجودة هناك.
ورأى عريقات أن ما يشاهد من المجازر التي ترتكب في غزة هي دليل ضعف ودليل على أن الجيش الإسرائيلي أخفق في مرحلته الأولى، مشيرًا إلى أن الجيش استحضر في هذه المرحلة النخبة من الجيش الإسرائيلي، ودفعها من أجل تحقيق إنجاز عسكري.
وأضاف أنه بعد مرور 3 أسابيع حتى اليوم، وبعد تمهيد مدفعي لمدة 43 يومًا، وسياسة الأرض المحروقة وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن الجيش الإسرائيلي حتى الآن لم يحقق أي إنجاز.
الخبير العسكري والإستراتيجي الذي تساءل أين سيوسع الجيش الإسرائيلي عملياته ما دام غير قادر على تثبيت أقدامه في المكان الذي وصل إليه، أشار إلى مستشفى الشفاء الذي وصل إليه وصله بالدبابات والمجنزرات وبحماية المدفعية والطائرات.
وقال عريقات: إن "الجندي الإسرائيلي لم يترجل على الأرض في مواجهة المقاومة، بالعكس المقاوم الفلسطيني هو الذي يستدرج الجنود الإسرائيليين في كمائن ويوقع بهم خسائر.
وبشأن حجم الخسائر الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، أوضح عريقات أن هناك دلائل بأن إسرائيل تكذب، مبينًا أن عدد الآليات التي تم تدميرها بين دبابة وآلية مجنزرة وجرافة حتى اليوم ربما فاقت 240، إضافة إلى أن هناك عائلات من ذوي من أهالي القتلى من الجنود والضباط الإسرائيليين قالوا إن الحكومة تدفع لهم أموالًا مقابل صمتهم على أبنائهم، ناهيك عن أن إسرائيل بإمكانها إخفاء خسائر المرتزقة التي ليس لها سجلات مدنية في الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن حجم الخسائر الحقيقي يعرف من ردة الفعل الإسرائيلية على الأرض من خلال قصف الطيران والمجازر والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
ولفت عريقات إلى أن هناك فشلًا أمنيًا واستخباراتيًا وإستراتيجيًا لدى الجيش الإسرائيلي ولا يوجد لديه أي معلومات حقيقية رغم أنه موجود في المكان ويحاول أن يستطلع بالقوة العسكرية، وهناك مساعدة له من الولايات المتحدة الأميركية، ومع كل ذلك لم يستطع التوصل إلى أي معلومة حتى يبني عليها خطته العسكرية أو مرحلته القادمة التي يدعي بأنه ينفذها.
وقال عريقات: إن "هذا الجهل في المعلومات الأمنية والاستخبارية يدفعه إلى عدم الوضوح في عمليته العسكرية".
وخلص إلى أن المقاومة الفلسطينية تقوم بمعركة الدفاع عن نفسها وعن شعبها وعن حقها في الحياة، ما يعطيها دافعًا معنويًا، بالإضافة إلى أن الحرب بينها والجيش الإسرائيلي ليس حرب موازين قوى، بل هي حرب غير متكافئة وحرب إرادات.