كشف تحقيق للتلفزيون "العربي" زيف تصريحات البنتاغون بشأن وقف تحليق الطائرات الاستخباراتية الأميركية قبالة ساحل غزة، وفي أجواء المنطقة خلال فترة الهدنة في الحرب مع جيش الاحتلال.
وبدأ "العربي" الرصد مع تصريح للسكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية بات رايدر في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث قال إن الولايات المتحدة أوقفت خلال الهدنة رحلات الطائرات بدون طيّار في أجواء المنطقة لجمع المعلومات الاستخباراتية التي تساعد إسرائيل، بحسب زعمهم، على استعادة الأسرى.
وتقصّت وحدة التحقّق عبر المصادر المفتوحة في "العربي" صحة هذه التصريحات، من خلال تتبّع الملاحة الجوية فوق غزة والأراضي المحتلّة.
طائرات استطلاع فوق ساحل غزة
وفي اليوم الأول للهدنة، أي في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رصدت وحدة التحقق عدّة طائرات استطلاعٍ فوق ساحل قطاع غزة.
وقامت طائرة استطلاعٍ أميركية من طراز "بوينع RC-135V Rivet Joint" بالتحليق لأكثر من أربع ساعات في المسار الممتدّ من ساحل غزة إلى شمال لبنان، لتعود للتحليق في المسار نفسه في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، مع إيقاف جهاز التتبّع في بعض الأوقات.
كما رصدت الوحدة نوع الطائرة نفسها في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، حين حلّقت مجدّدًا بين سواحل غزة وشمال لبنان.
وفي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، رصد فريق "العربي" طائرة أميركية من طراز "بوينغ P-8A Poseidon" توفي بياناتها وهي تحلّق على علوّ منخفض، بلغ 17700 قدمٍ فوق سواحل غزة، قبل أن تقوم بإغلاق أجهزة التتبّع.
طائرة أميركية تحلق بين غزة وشمال لبنان
وفي اليوم التالي، تتبّعت وحدة التحقيق طائرة أميركيّة أخرى من طراز" لوكهيد" وهي تحلّق فوق البحر باتجاه شاطئ غزة وصولًا إلى شمال لبنان، وهي الطائرة نفسها التي تمّ رصدها أيضًا في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي حلّقت لساعات بجانب ساحل غزة، وصولًا إلى شمال لبنان، وذلك بعد قدومها من قاعدة خانيا بجزيرة كيت.
وبحسب نتائج التحقيق، فإنّ طائرات الاستطلاع الأميركية حلّقت فوق الساحل، وليس فوق قطاع غزة، ولكن في البحث عن ميزات إحدى هذه الطائرات، وبالأخصّ طائرة Boeing Rivet Joint، نرى أنّها تستطيع جمع معلومات استخباراتيّة عبر الإشارة الإلكترونية أو اللاسلكية، على بعد 240 كيلومترًا تقريبًا.
رصد استخباراتي لكامل قطاع غزة
وبالعودة إلى مسار الرحلة السابقة لهذه الطائرة، قام فريق "العربي" بتحديد الموقع الجغرافي لأقرب نقطة تواجدت فيها من الحدود مع ساحل غزة، ووجدت أنّها كانت تحلّق عند هذه الإحداثيات التي تبعد قرابة 128 كيلومترًا عن ساحل غزة، وهي المسافة نفسها التي رصدها تحقيق "العربي" في رحلة الطائرة في 25 نوفمبر وفي 28 منه أيضًا، حين كانت أقرب نقطةٍ لها عن ساحل القطاع تبعد مسافة 127 كيلومترًا وخمسمئة مترٍ تقريبًا، وذلك عند هذه الإحداثيات.
ومن هذه النقطة، طابق فريق "العربي" مدى الطائرة البالغ 240 كيلومترًا، ليتبين أنّه يغطّي القطاع بشكل كامل، ويتجاوزه إلى بعض المستوطنات في غلاف غزة، إلى جانب الأراضي المحتلّة، وصولاً لحيفا شمالاً، بالإضافة إلى بعض الأجزاء في منطقتي سيناء والدلتا بمصر جنوبًا.
فقد أظهرت المعطيات التي تحقّق فريق "العربي" منها، أنه وعلى خلاف ما تصرّح الولايات المتحدة به، فقد واصلت نشاطها الاستخباراتي جوًا خلال فترة الهدنة، دون التحليق مباشرةً فوق قطاع غزة.