مع تصاعد المواجهة بين الغرب وروسيا على خلفية حربها ضد جارتها أوكرانيا منذ خمسة أشهر، ما تزال موسكو تستخدم سلاح الغاز أداة ضغط على خصومها، ردًا على حزم العقوبات التي طالتها عقب الهجوم.
وحث كلاوس مولر، رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية للطاقة، الألمانية الحكومية، اليوم السبت، مواطني بلاده على توفير الطاقة والاستعداد لنقص "محتمل" خلال الشتاء المقبل، تحسبًا لقطع روسيا إمداداتها من الغاز الطبيعي.
ودعا المسؤول الألماني، أصحاب المنازل إلى فحص الأجهزة التي تعمل بالغاز، وإعادة ضبطها لزيادة كفاءتها، مشيرًا إلى أن ذلك يمكنه تقليل استهلاكها 10 إلى 15%، وفقًا لصحيفة "فنك" المحلية.
وتأتي هذه الدعوة بعد أن خفضت روسيا، مؤخرًا، تدفقات الغاز إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي لإعادة ملء خزانات الوقود المستخدمة لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل في الشتاء.
وقال مولر، إن السكان ومالكي العقارات بحاجة إلى الاستعداد خلال الـ12 أسبوعًا المتبقية قبل حلول فصل الشتاء.
"صيانة سياسية طويلة الأمد"
وفي نفس السياق، حذر روبرت هابيك، وزير الاقتصاد والمناخ، من احتمالية "إغلاق" خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" اعتبارًا من 11 يوليو/ تموز الجاري، عندما تبدأ أعمال صيانته الدورية، وفق وكالة أسوشييتد برس.
ومضى هابيك قائلًا: إن أعمال الصيانة خلال الصيف الماضي، أدت إلى إغلاق خط الأنابيب لمدة 10 أيام تقريبًا.
وأشار هابيك إلى احتمالية، أن تتحول الصيانة الدورية لخط أنابيب الغاز إلى "صيانة سياسية طويلة الأمد".
وأضاف: "إذا جرى خفض تدفق الغاز من روسيا لفترة أطول، فسيتعين علينا التحدث بجدية أكبر عن تقليل الاستخدام".
ويمثل كذلك النفط الروسي 12% من إجمالي واردات النفط لألمانيا، بمعنى أنه انخفض من 35% قبل الحرب الروسية على أوكرانيا.
العودة للفحم
لكن الحكومة الألمانية، سبق وأن نددت بإعلان شركة الطاقة الروسية "غازبروم" خفض شحنات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بنسبة 40% لأسباب تقنية، معتبرة أنه "قرار سياسي" من روسيا
وألمانيا وهي إحدى الدول الأوروبية الأكثر اعتمادًا على روسيا في مجال الطاقة، أعلنت قبل شهر أنها تريد الاستغناء تمامًا عن النفط والفحم الروسي بحلول نهاية العام. وأيدت الحكومة الألمانية الحظر الأوروبي على النفط الروسي.
ويزوّد خط الأنابيب "نورد ستريم 1" ألمانيا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، من خلال قسمين يبلغ طول كلّ منهما 1224 كلم، وهو قيد الخدمة منذ عام 2012 بعدما كلّف استثمارات بحوالي 7,4 مليارات يورو.
أما بشأن الغاز، فحذرت من أنه سيكون من الصعب للغاية الاستغناء عن الغاز الروسي قبل 2024، حتى لو زادت الدولة بشكل كبير وارداتها من الغاز الطبيعي من النروج وهولندا على وجه الخصوص، وكذلك من الغاز المسال من دول أخرى.
وتعاني أكثر من 10 دول أوروبية شحًا في إمدادات الغاز الروسي، وسط سعي للمفوضية الأوروبية للبحث عن مصادر متنوعة من الطاقة، بعد تراجع إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط الغاز "نورد ستريم 1" بنسبة 60% عما كانت عليه مطلع يونيو/ حزيران الماضي.
وعادت دول أوروبية على رأسها ألمانيا وفرنسا والنمسا وهولندا، وقريبًا إيطاليا، لاستخدام الفحم في توليد الطاقة الكهربائية، عبر إعادة فتح محطات تعمل بالفحم.