الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أزمة الغاز الروسي تتفاعل.. الاتحاد الأوروبي: مستعدون لتوقف الإمدادات

أزمة الغاز الروسي تتفاعل.. الاتحاد الأوروبي: مستعدون لتوقف الإمدادات

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول انعكاسات قرار الرئيس الروسي بيع النفط مقابل الروبل للدول غير الصديقة (الصورة: غيتي)
نددت رئيسة المفوضية الأوروبية بالخطوة الأحادية الروسية ووصفتها بـ"غير المبررة وغير المقبولة"، معتبرة أنها تؤكد مرة أخرى عدم الوثوق بروسيا باعتبارها موردًا للغاز.

أكد الاتحاد الأوروبي الأربعاء أنه "مستعد" لتعليق موسكو إمدادات الغاز إلى الكتلة التي تضم 27 بلدًا، وأنه يخطط لرد "منسق" بعدما قطعت غازبروم إمداداتها عن بولندا وبلغاريا، فيما أعلنت صوفيا أن لديها كمية من الغاز الطبيعي لمدة شهر على الأقل.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على تويتر: "إعلان غازبروم مسعى آخر من روسيا لابتزازنا بالغاز. نحن مستعدون لهذا السيناريو. نقوم بإعداد رد الاتحاد الأوروبي المنسق".

وأضافت: "يمكن للأوروبيين أن يثقوا في وقوفنا متكاتفين ومتضامنين مع الدول الأعضاء المتأثرة" بالخطوة.

وتابعت: "عملنا على ضمان إمدادات بديلة وأفضل مستويات تخزين في أنحاء الاتحاد الأوروبي".

وأكدت أن "الدول الأعضاء وضعت خططًا طارئة لمثل هذا السيناريو وعملنا معهم بشكل منسق وبالتضامن".

ونددت رئيسة المفوضية بالخطوة الأحادية الروسية ووصفتها بـ"غير المبررة وغير المقبولة"، معتبرة أنها "تؤكد مرة أخرى عدم الوثوق بروسيا باعتبارها مورّدًا للغاز".

وأكدت "انعقاد اجتماع لمجموعة تنسيق الغاز في هذه الأثناء".

وعلى الجانب الآخر، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الأربعاء الاتهامات بأن موسكو تستخدم إمدادات الغاز الطبيعي باعتبارها أداة للابتزاز، مشددًا على أن روسيا مورِّد موثوق للطاقة.

ورفض الكشف عن عدد الدول التي وافقت على التحول إلى دفع ثمن الغاز بالروبل تماشيًا مع مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي.

وكانت مجموعة "غازبروم" الروسية أعلنت الأربعاء، تعليق شحناتها من الغاز إلى بلغاريا وبولندا، اعتبارًا من اليوم الأربعاء.

وأرجعت "غازبروم" السبب إلى عدم سداد البلدين مدفوعات الوقود بالروبل، لافتة إلى أن الإمدادات ستتوقف حتى يتم سداد المدفوعات.

وبعد فرض عقوبات على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، حذّر الكرملين دول الاتحاد الأوروبي من أن إمدادات الغاز الخاصة بها، ستقطع إذا لم تُدفع بالروبل من حسابات روسية.

ومطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري، قرر الاتحاد الأوروبي وقف شراء الفحم الروسي بحلول شهر أغسطس/ آب، لكنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن حظر استيراد الغاز والنفط.

بلغاريا: لدينا غاز يكفي لشهر

من جانبه، أكد وزير الطاقة البلغاري ألكسندر نيكولوف، أن بلاده لديها كمية من الغاز الطبيعي لمدة شهر على الأقل، وأنها اتخذت خطوات لضمان إمدادات بديلة عن الغاز الروسي.

وأكد الوزير، في مؤتمر صحفي بالعاصمة صوفيا، أن شحنات الترانزيت من الغاز الروسي إلى صربيا والمجر "مستمرة دون انقطاع"، وأن بلغاريا ستفي بالتزاماتها التعاقدية مع روسيا.

وأوضح نيكولوف أنه في بداية أبريل/ نيسان الجاري، بعثت "غازبروم" رسالة إلى شركة "بولغار غاز" تحذر فيها من أن شحنات الغاز ستُقطع إذا لم تدفع بلغاريا ثمن الغاز الطبيعي الروسي المستورد بالروبل، بدلًا من الدولار الأميركي كما هو متفق عليه في العقد الحالي.

ورأى نيكولوف أنه "من الواضح أن الغاز الطبيعي يستخدم حاليًا سلاحًا سياسيًا".

وقال: "طالما أنا وزير، لن تتفاوض بلغاريا تحت الضغط برأس منحني. بلغاريا لا تستسلم، ولن تباع بأي ثمن لأي جهة تجارية".

وأكد أن بلغاريا دفعت بالفعل لشركة "غازبروم" جميع تكاليف شهر أبريل، ما يعني أن المورِّد الروسي قد "انتهك العقد".

ولفت إلى أنه سيبلغ الجمهور إذا توقفت بالفعل شحنات الغاز أو انخفضت، مشيرًا إلى أن البلاد ستبدأ، في وقت لاحق اليوم، وضع معايير للكميات البديلة من الغاز وطرق الإمداد مع المفوضية الأوروبية.

من جانبها، كتبت وزيرة المناخ البولندية آنا موسكفا عبر موقع "تويتر": "لن يكون هناك نقص في الغاز في المنازل البولندية"، مضيفة: "منذ اليوم الأول للحرب، قلنا إننا جاهزون لاستقلال تام عن المنتجات الخام الروسية".

وتسعى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لخفض وارداتها من الغاز الروسي، بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام بهدف معاقبة موسكو بعد شنها الحرب على كييف، رغم اعتماد بعضها بشدة على موسكو في مجال الطاقة.

ألمانيا والنمسا مستعدتان للدفع بالروبل

وفي سياق متصل، أعلنت ألمانيا والنمسا استعدادهما للدفع بالروبل مقابل إمدادات الغاز الروسية.

وكشف المستشار النمساوي كارل نيهامر، في تصريحات إعلامية، عن القرار الذي تم بالاتفاق مع شركة الطاقة النمساوية "OMV"، حسبما نقلت تقارير محلية الأربعاء.

بدورها، قالت شركة الطاقة الألمانية "يونيبر": إن خطة الدفع بالروبل لروسيا "لا تتعارض مع العقوبات" المفروضة على موسكو ردًا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وأوضح المدير المالي لـ"يونيبر" تينا توميلا، في إفادة صحفية، أنه "بموجب خطة الدفع الجديدة، نعتقد أنه تم الوفاء بعقود التوريد مع روسيا".

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد التام، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلًا في سيادتها".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close