الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

خفض الإنتاج.. أي انعكاس لقرار أوبك+ والسعودية على أسعار النفط؟

خفض الإنتاج.. أي انعكاس لقرار أوبك+ والسعودية على أسعار النفط؟

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على قرار أوبك +الأخير وتداعياته (الصورة: غيتي)
وصف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قرار الخفض الإضافي لإنتاج النفط بأكبر تقليص للإنتاج منذ سنوات.

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل اليوم الإثنين بعد أن تعهدت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض إضافي للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا اعتبارًا من الأول من يوليو/ تموز في إطار تصديها لظروف اقتصاد كلي غير مواتية أدت لتثبيط الأسواق.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار أو 1.4 بالمئة مسجلة 77.21 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 0515 بتوقيت غرينتش بعد أن وصلت في وقت سابق من الجلسة لمستوى أعلى بلغ 78.73 دولارًا للبرميل.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.07 دولار أو 1.5 بالمئة مسجلا 72.81 دولارًا للبرميل بعد أن لامس خلال اليوم مستوى مرتفعًا بلغ 75.06 دولار للبرميل.

"أكبر تقليص للإنتاج منذ سنوات"

ووصف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قرار الخفض الإضافي، بأكبر تقليص للإنتاج منذ سنوات، وقال إن ذلك سيجعل إنتاج المملكة تسعة ملايين برميل نفط يوميًا في يوليو/ تموز، بدلًا من إنتاج بلغ عشرة ملايين برميل نفط يوميًا في مايو/ أيار.

وعمليات الخفض الطوعية التي تعهدت بها السعودية أمس الأحد جاءت إضافة إلى اتفاق أوسع نطاقًا لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في تكتل أوبك+، ومن بينهم روسيا، للحد من الإمدادات حتى العام المقبل مع سعي التكتل لتعزيز أسعار النفط.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أشار إلى أن إجمالي تخفيضات التحالف للإنتاج منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022 وصلت إلى 3.66 مليون برميل يوميًا، وذلك لضمان استقرار السوق العالمية للنفط.

وفي هذا الإطار، رأى الخبير في شؤون النفط والطاقة، ممدوح سلامة، أن قرار خفض إنتاج النفط الخام لم يكن مرده إلى نقص الطلب العالمي أو أي ضعف في حاجات الأسواق.

وأكد سلامة في حديث إلى "العربي" أن الطلب لا يزال قويًا، والأساسيات النفطية قوية، والدليل على ذلك أن استيراد السوق الصيني لوحده بلغ 13 مليون برميل في اليوم الواحد، كما أن صادرات روسيا من النفط ومشتقاته كسرت الأرقام القياسية السابقة ثلاث مرات هذا العام، ما يعني أن الأسعار لم تتأثر بفعل الطلب، بل تأثرت بسبب مخاوف مستدامة من أزمة بنكية عالمية، نتيجة لهشاشة الوضع المصرفي الأميركي الحالي.

أي انعكاسات للقرار على أسعار النفط؟

وسيبلغ مستوى إنتاج النفط الجديد 40.46 مليون برميل يوميًا، بداية من العام المقبل وحتى نهايته. وتضخ دول أوبك+ نحو 40% من الخام العالمي، مما يعني أن قراراتها الخاصة بسياسة الإنتاج، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أسعار الخام العالمية.

وكانت المجموعة النفطية أقرت عام 2020 حين اجتاحت جائحة كورونا العالم، خفضًا أوليًا للإنتاج بلغ 9.7 ملايين برميل يوميًا، بدءًا من مايو/ أيار من العام نفسه ولمدة شهرين، قبل أن يتبعه قرار تخفيض ثان بلغ 7.7 ملايين برميل.

وساعدت تلك القرارات حينها بالحفاظ على أسعار النفط من الانهيار والتخفيف من حدة الركود الاقتصادي العالمي، قبل أن تعود المجموعة وتوافق على خفض جديد في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2022، لمستوى 2.2 برميل يوميًا.

وفي خطوة مفاجئة أعلنت السعودية ومنتجون آخرون في التحالف، خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي من العام الجاري، خفض إنتاج النفط طواعية بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا.

ورأى سلامة أنه كان من الأفضل على مجموعة أوبك+ أن تمدد قرار الخفض الأخير، الذي وصلت إليه قبل 3 أشهر، معتبرًا أن أي خفض جديد حالي سيكون "مضيعة للوقت"، ولافتًا إلى أن تأثير القرار الجديد سيكون محدودًا جدًا مع احتمال ارتفاع طفيف في الأسعار. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close