ناقش وزراء في الحكومة الإسرائيلية يوم أمس الخميس، مقترح لهدنة في غزة، فضلًا عن احتمالات مضي جيش الاحتلال قدمًا في عملية برية لاجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين في الطرف الجنوبي للقطاع.
وقال مصدر لوكالة "رويترز": إن اجتماع حكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو كان من المقرر أن يعقبه اجتماع للحكومة الأمنية الأوسع، إذ تنتظر تل أبيب رد حماس على مقترح لوقف إطلاق النار مقدم من الوسطاء المصريين، والذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح عدد من المحتجزين في غزة.
وأكدت إسرائيل في وقت متأخر من يوم أمس مقتل أحد المحتجزين، وهو درور أور (48 عامًا)، وأن جثته لا تزال في غزة.
وتؤكد إسرائيل أن الاجتياح الذي تلوح به منذ فترة طويلة لرفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر وشيك. وتقول إن رفح هي المعقل الأخير لحماس، فيما تعد المدينة الملاذ الأخير لنحو مليون نازح فلسطيني، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.
وتدعي إسرائيل أنها ستعمل على ضمان الإجلاء الآمن للمدنيين من رفح، حيث قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى تل أبيب يوم الأربعاء إنه لم يطلع على مثل هذه الخطة بعد.
خلافات وانتقادات
وتطغى الخلافات الداخلية في حكومة نتنياهو على سواها من تسريبات حول الحرب، إذ انتقد الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش، قرار وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، تعيين قيادات جديدة في الجيش.
وقال وزير الأمن القومي بن غفير في منشور عبر منصة إكس: "غالانت، أحد أبرز المسؤولين عن إخفاقات 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولا يحق له تقرير تعيينات الجنرالات وتحديد قيادات هيئة الأركان العامة المقبلة لجيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضاف: "لا علاقة لذلك بهوية الضباط المعينين الذين قد يكون بعضهم جديرين جدًا، ولكن بقرار غالانت ذاته الاستمرار (في منصبه)، وكأن الفشل الأكبر في تاريخ البلاد لم يحدث تحت مسؤوليته". وتابع بن غفير: "في ضوء ذلك أدعو رئيس الوزراء إلى إقالة غالانت من منصبه، فهو لا يصلح لمواصلة عمله".
بدوره، قال وزير المالية سموتريتش عبر منصة إكس: "بغض النظر عن هويتهم، فإن تعيينات جنرالات جيش الدفاع الإسرائيلي الذين سيقودون عملية تصحيح الجيش بعد التقصير لا يمكن أن تتم من قبل رئيس الأركان الذي وصم بالتقصير العسكري". وأضاف: "هذه ليست الطريقة التي يتم بها إصلاح الأمور، هذه ليست هذه هي الطريقة التي يتم بها استعادة الثقة".
تعيينات جديدة
وفي وقت سابق الخميس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على سلسلة تعيينات جديدة شملت مناصب رفيعة في قيادته، بينها رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية، ورئيس القيادة الوسطى وقائد لواء الشمال.
وتتوقع وسائل إعلام محلية، بينها قناة "كان" الرسمية، موجة استقالات في المؤسسة العسكرية خلال الأسابيع المقبلة، أو بعد صدور نتائج التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش في أسباب إخفاقات 7 أكتوبر، والمتوقع إعلانها بعد أشهر.
وحتى الآن، يرفض نتنياهو تحمل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر، خلافًا لوزراء ومسؤولين سياسيين وعسكريين كبار، ويقول: إن تشكيل أي لجنة تحقيق رسمية يجب أن يحدث بعد انتهاء الحرب وليس قبل ذلك.