جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته ببدء عملية اجتياح رفح، تزامنًا مع استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعلى وقع معركة سياسية في تل أبيب، برزت تصريحات إسرائيلية مُحرّضة وداعية إلى عدم التراجع عن اجتياح رفح، وأخرى تصف إسرائيل بأنّها دولة يحكمها مجانين.
ويُهدد الفريقان الإسرائيليان المتعارضان بالاستقالة، في حال ذهب نتنياهو مع خيار الطرف المضاد.
وبينما سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية شكل الاجتياح البري، أكد نتنياهو بدءها بالفعل على شكل عمليات الإجلاء من رفح سواء تمّ الاتفاق أم لا.
من جهتها، قالت هيئة البثّ الإسرائيلية إنّ حركة "حماس" طالبت بالحصول على ضمانات بعدم استئناف إسرائيل للحرب على قطاع غزة بعد انتهاء التهدئة المرتقبة.
وأكد البيت الأبيض أنّه لا يُريد أن يرى عملية موسّعة في رفح، مشيرًا إلى تواصل العمل للانتهاء من صفقة التبادل ووقف إطلاق نار مقترح لستة أسابيع.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة ترفض أي عملية لا تضمن انتقالًا آمنًا للمدنيين، مؤكدة عدم إطلاع واشنطن على خطة يُمكن أن تُعالج المخاوف بشأن العملية العسكرية.
وحذّرت مصر التي تضغط من ناحيتها لتجنّب دخول عسكري بري لرفح المتاخمة لحدودها، من العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستترتّب على العملية العسكرية وانعاكاسات اتساع رقعة الصراع على تهديد أمن واستقرار المنطقة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم على رفح بـ "التصعيد الذي لا يُطاق"، على وقع تحذيرات أطلقتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن جغرافيا رفح التي تضمّ أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني، نزح بعضهم أكثر من 6 مرات داخل مدن القطاع.
ورفعت "الأونروا" التي منع وزير الداخلية الإسرائيلي دخول مديرها إلى إسرائيل، من مستوى قلقها بعد أنباء الهجوم الوشيك على رفح، محذّرة من الاتجاه نحو تفكيك الوكالة ونقص التمويل وقلة المساعدات.
"نتنياهو في أصعب لحظاته"
وفي هذا الإطار، رأى مهند مصطفى الباحث في مركز مدى الكرمل، أنّ تصريحات نتنياهو تأتي في أصعب لحظاته منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، حيث بات أمام خيارين لا ثالث لهما، يتمثّلان في الذهاب إلى صفقة لتبادل الأسرى أو تنفيذ العملية العسكرية على رفح.
وقال مصطفى في حديث إلى "العربي" من الناصرة، إنّ نتنياهو يُحاول طمأنة اليمين الإسرائيلي الذي يريد تنفيذ عملية عسكرية في رفح.
وأشار إلى أنّ أطرافًا في الحكومة تُهدّد بإسقاطها في حال عدم تنفيذ العملية العسكرية في رفح.
"واشنطن قد توقف مساعداتها الأخيرة لإسرائيل"
من جهته، أوضح لورانس كورب كبير الباحثين في مركز التقدّم الأميركي، أنّ الهجوم الفوري على رفح يُهدّد بفشل الوصول إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال كورب في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إنّ الولايات المتحدة حذّرت نتنياهو من أنّها لن تدعمه في غزو رفح، وهدّدته بعدم إيصال جزء من المساعدات العسكرية لحكومته وجيشه.
ورجّح أن تتراجع الولايات المتحدة عن إيصال المساعدات البالغة 26 مليار دولار التي أقرّها الكونغرس مؤخرًا، إلى إسرائيل في حال الهجوم على رفح.
"تكتيك تفاوضي وضغط نفسي"
أما الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوي، فأشار إلى أنّ تصريحات نتنياهو عن اجتياح رفح هي جزء من التكتيك التفاوضي والضغط النفسي على المقاومة الفلسطينية من أجل تحسين شروط التفاوض.
وقال الشهاوي في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إنّ نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه من الحرب على غزة، ولذلك بات يُهدّد باجتياح رفح منذ أكثر من 3 أشهر.
ورأى أنّ جيش الاحتلال سيتكبّد خسائر كبيرة جدًا في قواته، في ظل انتصار إرادة المقاومة على قوة السلاح الإسرائيلي.