وجد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، مساء أمس الخميس، نفسه في موقف محرج على مدرج المطار بالعاصمة بيروت حين استقبل إحدى الدبلوماسيات المرافقات لرئيسة حكومة إيطاليا على أنها جورجيا ميلوني نفسها.
واندفع ميقاتي على مدرجات مطار رفيق الحريري الدولي، مستقبلًا الدبلوماسية الإيطالية وقبلها ترحيبًا بها، لكنه استدرك لاحقًا أنها ليست ميلوني التي نزلت سلم الطائرة بعد الدبلوماسية المرافقة لها، ما أوقع ميقاتي في حالة إرباك أمام وسائل الإعلام والوفد اللبناني المرافق له.
وتزور ميلوني بيروت لبحث خفض التصعيد في جنوب لبنان، حيث التقت ميقاتي.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية في بيان أمس، أن الأخير عقد محادثات مع رئيسة وزراء إيطاليا في السرايا الحكومية، وذلك في مستهل زيارتها غير محددة المدة إلى البلاد.
وسرعان ما انتشر مقطع فيديو مصور للحادثة المحرجة، على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، واحتل مساحة واسعة من تعليقات الناشطين في لبنان.
من يتحمل مسؤولية الخطأ البروتوكولي خلال استقبال ميلوني؟
وفيما سخر ناشطون لبنانيون من الموقف الذي وقع فيه ميقاتي، انتقد آخرون عدم تمييز الأخير لرئيسة حكومة نالت شهرة واسعة دوليًا بسبب مواقفها المتطرفة، وكونها واحدة من أبرز الوجوه النسائية السياسية حول العالم حاليًا.
وحمل بعض الناشطين دائرة المراسم التابعة لرئاسة الحكومة، مسؤولية هذا الخطأ البروتوكولي، والذي وضع رئيس حكومة البلاد في موقف محرج، بينما توجه البعض لتحميل ميقاتي نفسه هذا الخطأ.
وكانت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء قد أفادت بأن ميلوني جددت التأكيد خلال زيارتها إلى بيروت على التزام بلادها بدعم استقرار لبنان.
كما شددت رئيسة وزراء إيطاليا على ضرورة تجنب خطر التصعيد على طول الحدود مع إسرائيل، وستعرب على وجه الخصوص عن دعمها لأي مبادرة تهدف إلى التهدئة الفورية، وفقًا للوكالة.
من جهته، أكد ميقاتي على "وجوب أن تلتزم إسرائيل بتطبيق القرار كاملًا ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان برًا وبحرًا وجوًا"، وعبّر أمام ميلوني عن حزنه العميق وإدانته لاستشهاد مسعفين في جنوب لبنان جراء العدوان الإسرائيلي.
ومنذ بداية المواجهات على الجبهة اللبنانية، مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 58 مدنيًا لبنانيًا وجندي في الجيش وعنصر في قوى الأمن الداخلي، فضلًا عن أكثر من 260 مقاتلًا من فصائل حزب الله وأمل وحركة حماس على الجبهة الجنوبية في البلاد، جراء تبادل القصف مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.