الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

دارفور منطقة منكوبة.. قتلى واشتباكات قبلية تعيد شبح الحرب الأهلية

دارفور منطقة منكوبة.. قتلى واشتباكات قبلية تعيد شبح الحرب الأهلية

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش مآلات الصراع القبلي المستجد في دارفور (الصورة: غيتي)
شهدت مناطق دارفور منذ اندلاع الاقتتال في الخرطوم منتصف أبريل الماضي اشتباكات قبلية ومجازر في مؤشرات تعيد للسودانيين مشاهد حرب الأمس.

أفادت وسائل إعلام سودانية أن ما لا يقل عن 126 شخصًا قُتلوا في اشتباكات قبلية في ولاية جنوب دارفور غربي البلاد بين مكونات عربية هذه المرة، علاوة على مقتل ثلاث نساء إثر سقوط قذائف على مدينة نيالا عاصمة الولاية. 

وهذه الأنباء ليست الأولى من نوعها بشأن إقليم دارفور الذي امتد إليه الصراع من الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وقد شهدت مناطق دارفور منذ اندلاع الاقتتال بين الطرفين منتصف أبريل/ نيسان الماضي اشتباكات قبلية ومسلحة ومجازر مروعة وأعمال نهب وسلب وحرق راح ضحيتها مئات الأشخاص وفرّ بسببها مئات الآلاف إلى دول مجاورة ومنها تشاد. 

دارفور منطقة منكوبة

ودفعت الأوضاع المأساوية بحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قبل أسابيع إلى إعلان الإقليم منطقة منكوبة. كما علت أصوات المجتمع الدولي في هذا السياق للتحقيق في الأحداث الدامية. 

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت منذ نحو شهر فتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة في الإقليم. وطالب المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان بعدم السماح للتاريخ بأن يعيد نفسه. 

ويقصد خان في تصريحاته هاجس السودانيين الأكبر المتعلق بالمخاوف من تكرار الحرب الأهلية في دارفور عام 2003 التي استمرت لأكثر من 17 عامًا وأسفرت عن مقتل 300 ألف شخص. 

وتشير المعطيات إلى أن ظروف الأمس التي قادت لاندلاع الحرب الأهلية في دارفور تشبه تقريبًا ما يجري حاليًا هناك في ظل حالة التحشيد والتسخين التي يشهدها الإقليم بين القبائل العربية من جهة والإفريقية من جهة أخرى. 

تناقضات بين مكونات الدعم السريع

ويشير رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام إبراهيم ناصر إلى أن قوات الدعم السريع هي "ميليشيا أنشأها النظام السابق لجمع كل المكونات العربية تحت مظلة واحدة واستخدامها في قمع المكونات غير العربية".

ويقول في حديث إلى "العربي" من أنقرة: "أعتقد أن النظام السابق وظّف الدعم السريع في كبح التمرد في دارفور"، لكن ساد بين مكونات هذه القوات تناقضات ولاسيما بين المكونات العربية وغير العربية. 

ويضيف ناصر: "الآن عندما ظهرت "الميلشيا" بحالة من القوة بدأت المكونات تستغل هذه التناقضات لتحقيق أهداف سياسية لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي "فشل في إدارة هذه التناقضات".

"أذرع النظام السابق في القبائل"

ومن جهته، يوضح عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع عمران عبد الله حسن أن نظام عمر البشير استطاع أن يتغلغل بين القبائل في دارفور وأن يستبدل القيادات السابقة ويدخل عناصره إلى هذه القبائل مجندًا عددًا كبيرًا منها ليصبحوا أذرعًا له داخل هذه القبائل. 

وفي حديث إلى "العربي" من لندن يرى عبد الله حسن أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو استطاع حلحلة الكثير من العقد والإشكالات ليس فقط بين قبائل المكون العربي بل بين جميع مكونات دارفور والسودان أيضًا. 

واعتبر عبد الله أن المتورط في الصراع القائم بين قبائل السلامات والبني هلبا هو الاستخبارات العسكرية بقيادة عبد الفتاح البرهان وفلول النظام السابق. 

"حرب عبثية"

وحول عودة الصراع بوجه قبلي صرف في إقليم دارفور، يشير رئيس مكتب حقوق الإنسان برابطة المحامين والقانونيين في المملكة المتحدة، هشام أبو ريدة إلى أن دارفور ظل ينزف لعقود من الزمن بسبب النظام الذي سيطر على الشعب السوداني منذ عام 1989. 

ولفت في حديث إلى "العربي" من لندن إلى سقوط آلاف القتلى في دارفور وتسجيل الأمم المتحدة لجرائم إبادة جماعية في الإقليم. 

وقال أبو ريدة: إن الإقليم لم ينج مجددًا من الحرب العبثية الدائرة بين قبيلتين، مشددًا على ضرورة التدخل الدولي لحل النزاع. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close