دعا الاتحاد الإفريقي الثلاثاء في بيان إلى "وقف فوري" للمعارك في مدينة الفاشر السودانية (جنوب غرب)، منددًا "بتصعيد" الأزمة، بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع.
وتصاعد القتال على نطاق واسع في الفاشر خلال الأسبوع الماضي، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات متتالية بغرض السيطرة على المدينة.
ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
دعوات لوقف المعارك بالفاشر
وجاء في البيان أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد "يدعو إلى الوقف الفوري للقتال داخل الفاشر وخارجها".
وأدان موسى فقي محمد "بشدة التصعيد الحالي للأزمة وانتشار العنف" في المدينة، معربًا عن "قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في كافة ولايات السودان".
وبحسب فقي محمد "لا حل عسكريًا للأزمة في السودان"، والقتال "لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناة الشعب السوداني".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "يشعر بقلق بالغ" إزاء التقارير التي تتحدث عن هجوم "واسع النطاق" لقوات الدعم السريع، وحث دقلو على "التصرف بمسؤولية وإصدار الأمر على الفور بوقف الهجوم".
وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ مايو، وفي الأشهر الأخيرة أسفرت أعمال العنف عن مقتل المئات، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية.
وقد اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية والنهب وقطع المساعدات الإنسانية الحيوية.
وفي سبتمبر/ أيلول، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقًا للمبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو.
كما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى الخارج - واحد من كل خمسة سودانيين.
بايدن يدعو إلى "التوقف عن تسليح" طرفي النزاع في السودان
من جهته، حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن قادة العالم المجتمعين تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء على "التوقف عن تسليح" طرفي النزاع ووضع حد للحرب في السودان.
وقال الرئيس الأميركي: "على العالم أن يتوقف عن تسليح الجنرالات ويتحدث بصوت واحد ويطلب منهم التوقف عن تدمير بلادهم والتوقف عن منع المساعدات عن الشعب السوداني وإنهاء هذه الحرب فورًا".
وأشار بايدن إلى جهود وساطة تبذلها واشنطن لإيجاد حل للأزمة. وفي هذا السياق عُقد مؤتمر بقيادة الولايات المتحدة في سويسرا الشهر الماضي لكنه لم يفض إلا لوعود محدودة أطلقها طرفا النزاع بإتاحة وصول المساعدات.
وقال بايدن: "قادت الولايات المتحدة العالم في إيصال مساعدات إنسانية إلى السودان، ومع شركائنا، قدنا محادثات دبلوماسية لمحاولة إسكات الأسلحة وتجنّب مجاعة أوسع نطاقًا".
والإثنين حذّر الرئيس الأميركي ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بيان مشترك من مخاطر وقوع "فظائع وشيكة" في السودان، وشدّدا على "وجوب امتثال كل أطراف النزاع لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".