يُرتقب أن يستقبل مرفأ طولون في جنوب فرنسا سفينة "أوشن فايكينغ" للمهاجرين العالقين في البحر المتوسط، حيث سيتم "نقل ثلث" الركاب إلى فرنسا، على ما أعلن اليوم الخميس وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانان، الذي دان "الخيار غير المقبول" لإيطاليا بعدم استقبال السفينة.
وكانت السفينة التي تديرها منظمة "إس. أو. إس ميديتيرانيه" الفرنسية غير الحكومية، قد ناشدت السلطات الإيطالية والفرنسية السماح لها بالرسو في أحد الموانئ للتكفّل بالحالات الإنسانية الحرجة.
وفيما رفضت إيطاليا لأكثر من أسبوعين السماح لها بالرسو، تصاعد خلاف دبلوماسي بين روما وباريس عن مصير المهاجرين غير النظاميين، بعدما شكرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فرنسا لاستقبالها "أوشن فايكينغ" قبل صدور تأكيد أو رفض من الجانب الفرنسي.
"على أساس استثنائي"
وتوقّع وزير الداخلية الفرنسي، عقب اجتماع حكومي، أن تصل السفينة الموجودة حاليًا قبالة كورسيكا وعلى متنها 231 مهاجرًا بعد ظهر غد الجمعة إلى طولون.
وأوضح أن بلاده ستستقبل السفينة "على أساس استثنائي، نظرًا لفترة 15 يومًا من الانتظار التي أخضعت السلطات الإيطالية الركاب لها"، مشيرًا إلى أن الركاب الذين لا يستوفون شروط طلب اللجوء سيتم "ترحيلهم مباشرة".
رغم الحوادث المأساوية.. الاتحاد الأوروبي يسجل خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، أعلى نسبة مهاجرين غير نظاميين منذ 2016 تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/AZ2UFAY7ZH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 14, 2022
ودان دارمانان "الخيار غير المقبول" لإيطاليا بعدم استقبال السفينة، معتبرًا أن هذه الأخيرة "اختارت عدم التصرف كدولة أوروبية مسؤولة".
وردًا على ذلك، قرّرت فرنسا التعليق "الفوري" للمشروع المقرر للصيف لاستقبال 3500 لاجئ موجودين حاليًا في إيطاليا.
وذكّر وزير الداخلية الفرنسية بأن هناك آلية أوروبية تسمح بنقل اللاجئين في دول أوروبية إلى أخرى، ولا سيما اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا، في إطار القانون الدولي وقانون البحار.
ودعا "جميع الأطراف الأخرى (في هذه الآلية)، لا سيما ألمانيا" إلى تعليق خطتهم لاستقبال لاجئين موجودين حاليًا في إيطاليا.
وبينما أشار إلى أن فرنسا ستتخذ إجراءات "لتعزيز مراقبة الحدود" مع إيطاليا، قال إن "من الواضح أنه ستكون هناك عواقب وخيمة جدًا على علاقاتنا الثنائية".
وتتخذ حكومة ميلوني، التي تولت السلطة منذ أسبوعين، إجراءات صارمة ضد السفن التابعة لمنظمات الإغاثة الإنسانية، إذ تحثّها على نقل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم إلى دول أخرى.
وتقول الحكومة إن إيطاليا لا تستطيع وحدها استقبال موجات النازحين من شمال إفريقيا.