كشفت دراسة أعدتها الجمعية الأميركية لأبحاث العظام أن تناول المضادات الحيوية قد يفاقم من مضاعفات الإصابة بسرطان الجلد لتسبّبها في استنفاد ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما يُضعف جهاز المناعة.
ووجد الباحثون، بعد تجربة على فئران مصابة بسرطان الجلد، أن ميكروبيوم الأمعاء يحد من تطوّر آفات سرطان الجلد من خلال تعزيز توسّع الخلايا القاتلة الطبيعية المعوية، وتعزيز هجرتها إلى موقع المرض.
وأكدوا أن حقن الفئران بالمضادات الحيوية أثر على خلاياها المناعية المعوية، وغيّر استجابتها المناعية، ما أدى إلى تسريع نمو الورم السرطاني.
وخلص العلماء إلى أن استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي يؤثر سلبًا على ميكروبيوم الأمعاء، ويقلّل من عدد الخلايا القاتلة الطبيعية، ويجعل مريض سرطان الجلد أكثر عرضة لنمو الورم.
ولم تنف الدراسة أهمية دور المضادات الحيوية في علاج العدوى البكتيرية أو حتى بعض الأمراض التي تحتاج لهذا النوع من الأدوية، إلا أن الأطباء يعتبرونها سلاحًا ذا حدين، وتبقى الممارسات الخاطئة أكبر التحديات التي تواجه فعاليتها.
تأثيرات على المناعة
وأوضحت الدكتورة ميس عبسي، الأكاديمية والباحثة في الأدوية في الكلية الملكية في لندن، أن استخدام المضادات الحيوية خلال علاج سرطان الميلانيوم، وهو أخطر سرطانات الجلد، يسرّع نمو السرطان ووصوله إلى العظام.
وقالت عبسي في حديث إلى "العربي" من لندن: إن الميكروبيوتيك الموجودة في جسم الإنسان تحمي من الأمراض، وتحافظ على جهاز المناعة للتصدّي لمختلف أنواع الأمراض، مضيفة أن تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي يؤدي إلى تعطيل وظيفة بعض أنواع هذه الميكروبيوتيك، ويؤثّر على جهاز المناعة.
وأوضحت أن المضادات الحيوية تؤثر أيضًا على استجابة المريض للأدوية المخصّصة لعلاج الأمراض.
ولذلك، أكدت عبسي أن على المريض عدم أخذ المضادات الحيوية دون وصفة طبية، والالتزام بالجرعة التي يحدّدها الطبيب.
