أتمت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ترقية نظام مراقبة الكويكبات التابع لها وأصبح بإمكانه الآن مسح سماء الليل بأكملها في مهمته للكشف عن الصخور الفضائية القادمة والتحذير منها، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويعمل نظام التنبيه الأخير للصدمات الأرضية "أطلس" (ATLAS) التابع لجامعة هاواي منذ عام 2017. وتضمنت مجموعة التلسكوب الأصلية مرصدين في هاواي، ولكن تم توسيع هذا منذ ذلك الحين ليشمل نصف الكرة الجنوبي، مع وجود تلسكوبات في جنوب إفريقيا وتشيلي للمساعدة في البحث عن الأجرام السماوية الخطرة.
وقال جون تونري، المحقق الرئيسي في "أطلس": "يمكن أن يأتي الكويكب الذي يضرب الأرض في أي وقت ومن أي اتجاه، لذا فإن أطلس أصبح الآن في السماء طوال الوقت".
وبينما تعرف وكالة ناسا موقع ومدار 28000 كويكب، يُعتقد أن هناك آلافًا أخرى لم يتم اكتشافها مما قد يتسبب في دمار إقليمي واسع النطاق إذا ضرب أحدها الأرض، لكن التلسكوب الجديد يعطي ناسا تحذيرًا لمدة ثلاثة أسابيع.
ويعمل الخبراء على مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تبعد أو تدمر صخرة فضائية ولكن صخرة كبيرة قد يتطلب تدميرها ستة أشهر.
ووضع التلسكوبان الجديدان في محطة رصد ساذرلاند في جنوب إفريقيا ومرصد "إل صوص" في تشيلي. وقد تم اختيارهما لمراقبة السماء الجنوبية في ظل الفرق بالتوقيت مع هاواي. وينضم التلسكوبان إلى تلك الموجودة في نصف الكرة الشمالي في هاليكالا ومونالوا.
نظام مراقبة على مدار 24 ساعة
ويوفر نظام "أطلس" بتلسكوباته الأربعة أول مسح للكويكبات الخطرة القادرة على مراقبة السماء المظلمة بالكامل على مدار 24 ساعة ورصد لكويكب قطره 65 قدمًا، وهو كبير بما يكفي لتدمير مدينة بأكملها.
كما يمكن اكتشاف الكويكبات الأكبر حجمًا التي يزيد قطرها عن 330 قدمًا بعيدًا عن الأرض. ويستطيع كويكب بهذا الحجم إنتاج 10 أضعاف مستوى الدمار الذي حدث عندما ثار بركان هونغ تونغا.
وقال نيك إيراسموس، قائد "أطلس ساذرلاند": "نحن متحمسون للانضمام إلى شبكة أطلس وأن نصبح جزءًا من الجهد العالمي لتحديد الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة".
أكثر من 700 كويكب
واكتشف نظام أطلس منذ تشغيله في عام 2017 أكثر من 700 كويكب قريب من الأرض، بالإضافة إلى 66 مذنبًا ولا يشكل أي منها تهديدًا قصير المدى أو متوسط المدى.
واعتمادًا على الطقس، هناك حاجة إلى عدة أسابيع إلى شهور لمعايرة النظام تمامًا للحصول على أقصى قدر من الحساسية والموثوقية. وبعد ذلك، سيكتشف نظام "أطلس" نموذجيًا قريبًا جديدًا من الأجسام القريبة من الأرض كل بضعة أيام.
تلسكوب "جيمس ويب"
وينشط العلماء في تطوير تقنيات مراقبة الفضاء، فقد نجحوا في إطلاق "تلسكوب جيمس ويب" في رحلة إلى تاريخ ولادة الكون، بعد ثلاثة عقود من الانتظار.
وأطلق التلسكوب في صباح 25 ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وهو المرصد الأول لناسا في العقد المقبل، على متن صاروخ أوروبي عملاق من قاعدة إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية.
و"جيمس ويب" هو أقوى تلسكوب على الإطلاق، وسيتمكن من استكشاف أقدم المجرات في الكون وهو ثمرة تعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار.
وقد صُمم ليكون خلفًا للتلسكوب "هابل" ومكملًا له، لكنه سيتمكن من رصد الكون في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، وبذلك سيتمكن من اختراق الغبار ورؤية العمليات التي أدت إلى تشكل النجوم والكواكب.
وقد زود التلسكوب بمرآة يمكن أن تمتد إلى ستة أمتار ونصف المتر، الأمر الذي سيسمح للتلسكوب بمراقبة المزيد من التفاصيل.
رحلة نحو فجر تكوين المجرات
وأشار الأكاديمي وممثل لبنان في الاتحاد الفلكي الدولي، أحمد شعلان إلى أن التلسكوب يحمل اسم المدير الثاني لوكالة ناسا الذي أشرف على برنامج "أبولو" وأوصل الإنسان إلى القمر، إضافة لإشرافه على عشرات المهمات الفضائية.
وقال شعلان في حديث إلى "العربي" من بيروت: "إن أهم ميزة في هذا التلسكوب أنه يرصد الأجسام بالأشعة ما فوق الحمراء بعكس التلسكوبات البصرية".
ولفت إلى أنّه من المتوقع أن يصل هذا التلسكوب إلى مئة مليون سنة بعد الانفجار العظيم، أي فجر تكوين المجرات والنجوم الأولى.