من المتعارف عليه أن الأكياس الورقية تُعد بديلًا جيدًا للأكياس البلاستيكية عند استخدامها لتعبئة الأغراض من المتاجر، إذ يسهل إعادة تدويرها كما يمكن صنعها من ورق مدوّر، فضلًا عن أنها قابلة للتحلل البيولوجي.
إلا أنّ دراسة جديدة، أكدت أن التأثير البيئي للأكياس الورقية أسوأ من نظيرتها البلاستيكية، إذ إن إنتاج كيس ورقي قوي يتطلب استعمال العديد من المواد، بما في ذلك استخدام ألياف مع معالجة كيميائية.
وصنّفت وزارة البيئة الاتحادية في ألمانيا، الأكياس الورقية بأنها ليست أفضل بالفعل من نظيرتها البلاستيكية.
ويشير خبراء البيئة إلى أنه من الضروري استعمال كيس ورقي ثلاث مرات على الأقل، أكثر من أي كيس بلاستيكي آخر صناعته قائمة على البترول، بهدف موازنة الأثر البيئي لها.
كذلك، فإن الأكياس الورقية غالبًا ما يتم تصنيعها بمادة تسمى "اللب البكر"، وهو ورق لا يتضمن محتوى يعاد تدويره، لذلك فإن عدد الأكياس التي يتم صنعها من ورق يُعاد تدويره يعد قليلًا جدًا.
وبحسب الخبراء، فإنه لا يزال هناك الكثير من الأكياس الورقية التي تحتوي على رقائق الألمنيوم التي تلصق بداخل الكيس، لمنع ورقه من التمزق عند تعرضه للرطوبة.
"وهم"
بدوره، قال المهندس البيئي والمختص في الشأن المناخي، حمدي حشّاد، إن حجم إنتاج الأكياس بشكل عام وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تشير الأرقام إلى استعمال 500 مليار كيس يوميًا في العالم بين أكياس بلاستيكية وأخرى ورقية.
وويلفت حشاد في حديث إلة "العربي" من تونس إلى أن الأضرار البيئية لهذه الأكياس تتمثل بتلويث البحار والبر إضافة إلى التلوث الذي يلحق بالتربة.
وأكد المهندس البيئي على نتائج الدراسة الجديدة، مشيرًا إلى أن صناعة نحو كيلوغرام واحد من الورق يحتاج إلى 500 ليتر من المياه، قائلًا إن هناك ضريبة بيئية ومائية كبيرة لإنتاج كيس ورقي، مضيفًا: "القول بأن الأكياس الورقية أقل ضررًا من تلك البلاستيكية ليس إلا وهمًا".
ولفت إلى أن البديل الأفضل هو استعمال الأكياس القماشية أو القطنية التي تعتمد على ألياف طبيعية، والتي تدوم لوقت أطول ولا تشكل أي ضرر على البيئة مقارنة بالأكياس التقليدية.